محمد حمزة الجبوري
من القضايا الأكثر اهتماما لدى صناع السلام والسياسة(1) " تجديد" الخطاب (السياسي/الإجتماعي) ليكون منسجما مع متطلبات الحركة التاريخية الحتمية لأي شعب من الشعوب سيما التي تتعرض لفترات صادمة تعصف بصيرورتها وتكامل بنيتها ونضوج تجربتها بوصفه أحد مخلصات الشعوب المقهورة وتحررها من نير الديكتاتوريات المتناسلة على إختلاف أنواعها ، بالمقابل ان بث روح اجتماعية جديدة تفضي لروح سياسية مغايرة في جسد خاو مهمة ليست باليسيرة لأن "التعبوية الثورية" وإيجاد أنماط دفاعية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي المتصاعد الموجهة بذكاء ينبغي أن ينازل بسلاح ثقافي وفكري أمضى كل ذلك من شأنه إيجاد "نهضة سياسية" حديثة ذات مائز فكري قادر على التفريق بين الواقع والخيال وصولا إلى "إحياء" الروح الوطنية
المغمورة في القاع جراء تداخل المفاهيم وتعاقب النظم والسياسات ومارافقها من عمليات "تجهيل" منظم للمجتمعات جراء حصول تحولات متقاربة ومتعاقبة مختلفة الرؤى والمطامح ،ولا نريد هنا أن نصل إلى ذروة "الوعي السياسي" المنشود بقدر وصول المجتمع إلى حالة الصيروة و"الوجود السياسي" مع الأخذ بنظر الإعتبار القلق المشروع من تنامي "القوى الانتهازية الجديدة" والمساعي الرامية لخطف "الثورة السياسية " التي شهدها العراق مؤخراً والتي أعتقد شخصيا أنها "أخطر" القوى على مستقبل العراق السياسي ،ما يعني حتمية "تحريك" القوى المجتمعية الواعية قبال "القوى الانتهازية" انفة الذكر وتوجيهها في إتجاه نجدة جموع الأمة المطالبة بالإصلاح السياسي من غرق وشيك في مستنقع "النفاق السياسي" المقبل ،وتحاشيا لدخولنا في حالة "استلاب جديد" ،وهنا وبعد " تحصين" القوى الشعبية المنتفضة والمساندة فكريا يمكن أن نصل إلى أحد أهم أسباب النهضة والرقي والخلاص ،وبخلاف ذلك سنعود إلى كهوف الاستبداد و"الانحطاط السياسي" المروعين .
..................................................
( 1 ) إيراد المفهومين بتجاور إشارة إلى ضرورة إنماء مفهوم "السياسة الإنسانية " بديلاً لمفهوم السياسة النفعية النمطية التي غيرت معالم المجتمعات .
0 تعليقات
إرسال تعليق