نزار العوصجي
 
يوم ان كانوا عرايا ، يوم ان كانوا يمنون النفس بان يجدوا من يستر عورتهم بدل ورقة التوت ، سترناهم بثوب لائق يليق بالمحترمين ، واويناهم حين لم يكن لديهم مأوى يحميهم ، فانزلناهم خير منزل ليسكنوا اليه ، وشرفناهم بمقام مشرف ، واجلسناهم في الصفوف المتقدمة ، بعد ان كانوا نكرات منبوذين ، ومنحناهم الأمان الذي لم يكونوا يحلمون الحصول عليه يوماً ، كونهم مرفوضين ، واعتمدنا مبدء نكران الذات في التعامل معهم ، ظناً منا بامكانية تغير مافي داخلهم من غل تجاه النهج الوطني ، وهذا ليس علينا بجديد ، فتلك من شيمنا ، شيم الرجال الشرفاء ..
 
عندما كانوا يتبجحون بفحولتهم ، ويجاهرون على انهم الرجال الذين لا تثنيهم الملمات مهما بلغت وتعاظمت وصعبت ، وان الصبر على الصعاب ديدنهم وسلوتهم ، عاضدناهم وشددنا من ازرهم ، وقلنا لهم نعم انتم لها ، رغم عدم قناعتنا بهم وبامكانيتهم ، وارتضينا لهم ان يكونوا في مقدمة الركب لقيادة مشروع وطني له تأريخ يمتد إلى سنوات عدة ، على أمل ان يثبتوا انهم على قدر شرف المسؤولية التي اوكلت اليهم ..
 
وعندما سقطت ورقة التوت عنهم تبين انهم خنثى ، ليسوا من بين الرجال ، لكنهم مع الأسف كانوا محسوبين على الرجال قبل ذلك ، لذا اختاروا الهرب الى حيث يمكنهم ان يستروا عارهم ، وليس عورتهم التي كانوا يتبجحون بها ، فانكشف المستور ، انكشفت حقيقتهم ، حقيقة ضعفهم وفشلهم ، عدم مقبولتهم لدى الكثير من الوطنيين ، وعدم قناعة اغلب القوى الوطنية بشخوصهم ، ذلك لانهم يدركون ويعلمون مافي داخل هؤلاء الافاقين .. 
 
لم نكن مخطئين في تشخيصنا لهم ، كما لم نكن متجنين عليهم حين أشرنا إلى مكامن الخلل الواضح ، رغم محاولات البعض من المحسوبين علينا بتحريف الحقائق ، خوفاً من افتضاح امرهم وانعكاسه عليهم ، لذا اختاروا الهروب الى حيث ينتمون ، سعياً منهم الى هدم المعبد على رؤوس من فيه ، عادوا من حيث جاؤا ، إلى المستنقع الذي خرجوا منه وهذا أمر طبيعي ، لان الطبع يغلب التطبع مهما طال الزمن ، فالزواحف تأبى ان تغادر المجاري التي نشأت وتربت فيها ، فليس هنالك من مكان يليق بهم غير بيئتهم ، التي تتناسب مع وضاعتهم وخستهم ..
 
لن نطيل في وصف من لا يستحق الوصف ، ولن نشهر بمن لا يحتاج الى تشهير ، فلقد تكشفت حقيقة معدنهم الردي الصدء ، الذي حاولوا اخفاءه عن الكثيرين ، باستخدامهم مختلف الاساليب الكفيلة باستهداف الوطنيين الشرفاء الخيرين المطلعين على ماضيهم الاسود ، معتقدين ان اشعة الشمس تحجب بغربال ، ذلك لانهم مغفلين يخفون حقدهم ليس الا ، ومغفل من يختار الاختباء خلف اصبعه ، ظناً منه انه في أمان من انفضاح امره ..
 
يتساقطون تباعاً الواحد تلو الاخر ، كما تتساقط قطع الدومينا بمجرد ان تلمسها ، لانها لاتستند إلى قاعدة رصينة يمكن الركون اليها والاستناد عليها ، كونها رخوة ومهزوزة في حقيقتها ، لا قدرة لها على العطاء في الواقع ، انه السقوط المدوي الذي يستحقون ، والمصير الحتمي والطبيعي للذين ينكلون بالوطنيين الشرفاء ، اصحاب التاريخ الناصع المشرف ، ونحن بانتضار ان يكتمل العدد قريباً باذن الله ... 
 
السؤال الذي يطرح نفسه : هل نستمر في السكوت ، اما حان الوقت لكي نكشف حقيقتهم للعيان ، كونهم ليسوا اكثر من ثلة لا تضم في طياتها سوى ، انفصالي و انتهازي و متخاذل و جبان ، ( عناصر العلة ، واحد اطگع من الثاني ) ، وان نفضح مخططاتهم في استهداف الشخصيات الوطنية ، بعد ان ازاحوا ( بأيديهم ) عن انفسهم لباس الوطنية التي كانوا يتشدقون بها ، وهم أبعد مايمكن عنها ؟؟؟
 
عن اشباه الرجال نتحدث ...