مهند مجيد برع خلف العبيدي

 

هذا الكائن الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لخلافته في الأرض وإعمارها وإقامة العدل فيها، هذا هو الإنسان المثالي أو ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان، ولكن كم إنسان اليوم يتمتع بصفات الإنسان الحقة؟ الصفات التي تؤهله لأن يكون خليفةً لله في الأرض؟ مع الأسف الشديد غالبية البشر – بحسب ما نراه- غير مؤهلين لهذه الخلافة ولا يتمتعون بما ينبغي توافره فيهم من صفات، وذلك لأنهم يسعون إلى تدمير الأرض وما عليها بكل ما لديهم من قوة، فهذه الأسلحة الفتَّاكة والمصانع العملاقة والشركات المتعددة الجنسيات لم تصنع إلاَّ ما يدمر ويحطم ويكسّر وهذ وسائل الإعلام بأنواعها كافة المسموعة والمقروءة والمكتوبة والمرئية لا تنشر ولا تذيع إلاَّ الخراب والمار والرعب والموت والإجرام إلاَّ من رحم ربي.

نحتاج اليوم إلى ما يُشعر الإنسان بإنسانيته، نحتاج إلى إشاعة ثقافة حب الإنسان لأخيه الإنسان، نحتاج إلى السلام والعيش بأمان.

إن التعاون البنَّاء المثمر لخير البشرية جمعاء هو السبيل الوحيد للقضاء على التهديدات التي تهدد الوجود البشري برمته، إذ لا نستطيع بمفردنا أن نحقق التغيير المنشود ، ينبغي أن نقفز على الحواجز والموانع العائقة لمثل هذا التعاون مثل: الجنس، والقومية، والمذهب ، والطائفة، والطبقة ونحو ذلك ، ولنفكر دائماً أننا متساوون في الإنسانية فأي قول أو فعل ينبغي أن يحمل في طياته هذا المعنى الأخلاقي العظيم ، علينا أن نشجع الآخرين من الذين نسوا أو تناسوا طبيعتهم الإنسانية و علينا أن نعلمهم كيفية الشعور بالآخر حتى لا يكونوا بعيدين عن أقرانهم وأشباههم ونحاول أن نقضي على كل ما من شأنه أن يبعدهم عنا ، الشعور بالإنسانية شعور عظيم لا نتمنى أن يُحرم إنسان منه ، وليكن شعارنا دوماً : كونوا إنسانيين ، وانشروا المحبة والسلام والوئام في ربوع المعمورة.