محمد وحيد

 

ظهرت في الآونة الأخيرة، بصورة كبيرة، خلافات سطحية بين الرجل والمرأة، كزوجين يقوم كل منهما بدوره تجاه أسرته وأبنائه، وأصبح كل منهما يتذمر أمام الآخر مستعرضاً واجباته التي يقدّمها لأسرته، فتنشب الخلافات بينهما عندما يتصارع أحدهما لإثبات مدى قوته وتأثيره داخل الأسرة، دون اعتراف من الطرف الآخر بذلك.

قرأتُ، قبل فترة، عن أحد الإيطاليين، اعتاد أن يذكّر زوجته، بأن جهودها في أعمال البيت لا تعد شيئاً مذكوراً بالقياس إلى المجهود المضني الذي يبذله في عمله كي يوفّر القوت لها ولأولادها الأربعة، فاتّفقت معه على أن يمضي يوماً في البيت يتولّى فيه مراقبة أبنائه.. وفي نهاية اليوم كتب في مفكرته ما يلي:

"فتحتُ الأبواب للأطفال 112 مرة، حذّرتهم من عاقبة العبث 94 مرة، ربطتُ لهم أحذيتهم 8 مرات، أوقفت معارك نشبت بينهم 16 مرة، أجبت على الهاتف 12 مرة، قدّمت لهم أكواباً من الماء واللبن 16 مرة، أجبت عن أسئلتهم 204 مرات، ركضت خلفهم ما يعادل ثلاثة أميال ونصف الميل"!

الرجل والمرأة نصفان يكمل كل منهما الآخر، واختلافهما في معظم الأوقات لا بدّ أن يكون اختلاف تكامُل لا اختلاف تعارُض، وأستغرب كثيراً بعض الرجال الذين يعتبرون الأخذ بمشورة الزوجة أو البنت أو الأخت عيباً لا يليق بأقدار الرجال! متناسين أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يشاور أمّهات المؤمنين، فقد شاور أم سلمة، وشاور السيدة خديجة أيضاً.

علينا احترام المرأة واحترام دورها، سواء في البيت أو خارجه، لأنها ستبقى في كل الحضارات ولدى كل الشعوب هي روح الحياة، ومهما واجهت من اضطهاد على مدى الأزمنة، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة، وستبقى نصف المجتمع وشريكة الرجل في جميع نجاحاته وإخفاقاته، شاء من شاء وأبى من أبى.