شعر "كزال ابراهيم خدر

ترجمة: عبد الكريم شيخاني

 

أرنو الى قدّك المشوق

 فيزداد عندي أكثر علواً

 أرنو الى نظرات عينيك

 فتزداد لدي أكثر اشراقاً

 أرنو الى محياك الأبيض

 فتزداد عندي أكثر حسناً

 يا روحي حين امتزجَ جسدي

 المكدودِ بجسدك

 تأخذ أمطارَ الحنانِ بالهطول،

وتغدو أشعة الشمس أكثر اصفراراً

 

لو تسمح لي

 سأخوض طوال عمري

 في بحار غرامك

 لو تسمح لي

 سألج الى آخر ساعاتِ عمري

 حديقة شعرك جدائلك

 لو تسمح لي

 مادامت الومضاتُ تتألقُ في عينيَّ

 سأغوصُ في نهير عينيك

 ولكنَّك يا عزيزي لا تسمح اطلاقاً

 أن أتوسَّد ولو قليلاً، دون لثم

 

أود كل الود أن تصبح شجرةَ صنوبرٍ

لأخذ قسطا من الراحة تحت فيء قدّك

 أحب كل الحب أن أجعل منك حمامة

 أسجيك في الجهاتِ الأربع من بيتي

 أحب كثيراً أن أجعل منك تمثالاً

 أعليك فوق رأسي

 ولكن يا عزيزي ماذا أفعل

 في هذا البلاء؟

 يمكنني فقط

 أن أشمّك عن بعد

 

في هذه المرة جعلت رسالتك

 القمة عندي جبلاً،

 وجعلت من قلمي ناياً

 تعزف به مياه العيون،

 وتدقّ به الصخور

 قادت شجرةُ الصنوبر

 دائرة الدبكات

 شرعت الضحكاتُ بالتصفيق،

 وسكبت النجومُ الهيامَ الناصعَ البياض،

 وأصبح قلبي قرباناً لقامتك

 

تشبه سيمأك زهرةً وردية تجريه

 أضفت البياض حبنا بعد على ولهه،

 وتظهر نفسها أحياناً

 من خلال الطلِّ فجراً،

 وتنشر في بعض اللحظات

 سياها المذروة الأوراق

 

 

حلمت بقلب شجرةٍ ورقاء مورقة

 شديدة بظلال الانتظار

 كانت شجرة توتٍ من كلمات الشعر

 برقّةِ الأجنحة،

 وكانت نوافذُ قلبها تشبه

 جوهر أمواج اليمة

 ورويداً رويدا تعرف علة ولهه

 خنق خوتات صوتي

 أشرق الصباح

 ملأت الصبابة خفيفة الروح والظل

 ألواني أنت في الغربةِ

 وغدوتُ طفلةً جميلةً حديثة العرسِ

 

أنت رقيقة كشجر الزيتون،

 ومثل طل الفجر

 تنقط سنك رذاذات المطر

 وتتحرك غدداً وروابطاً مثل قلب غريب

 فلا تصل اليك حتى يروق الأشياء

 ولا أنت تملّ من حول قلبي

 

حين تصغي الى دررِ شِعري

 تصغِ السمعَ

 تضعني داخل بؤبؤ اضطرامِ عينيك

 فأتحول الى نهيرٍ من الماء

 أصبح طائراً في لججِ البحرِ

 أثمل بنونات صوتك،

 وأنصت الى خيالات لياليك

 

في حلق وتركمان أحد الموسيقيين

 كانت ثمة جملة عالية سحرية،

 وفي صوت طاقة يأس واحباط،

 وفي شواطئ القلب الكدِّ والنصبِ

 كانت ترقص قصائدي

 كرقص أمواج المياه، 

وشكت بسمةٌ حلوة في جدائلي

 فأصبحت ينبوعاً مليئاً

 وأنفاس نظراتك المترعةِ بالعيون

 

جعلت من قلمي جواداً كحيلاً أبيض

وأطفأت الجرعاتِ في سماء أعماقه

 جرّعني ماءً عذباً

 في حلقة المترع بمقطورة نفسه

 فانسكبت داخل قابلية الشعر

 ونوافذ روحي وأعماقي

 

أنَّ قلمي أخذَ مذاقَ

 عذارى الوطن

 مما حدا بي أن تحشر

 العديد من براعم أزاهير

 الشعر الي

تفكيري ومشاعري ...!

صرت شجرة غريبة

رضبت في موهبة شعري

 في شباك روحي وأعماقي  

 

شمسُ الغابةِ، 

 ولونُ العلى،

 وضوءُ الشمسِ، 

ورائحةُ القرنفلِ، 

ورياحُ الصباحِ،

 صاروا أصدقائي

فشعوري

صارت مثل مقامٍ

 مثل حيرانٍ وعينيَّ

وقفت مثلَ غزالٍ صامت

 

حريةُ المرء

 يشعلُ بريقَ القمرِ،

 ونورَ الشمسِ يجئُ لنفسه

 ذكر عشقٍ أبدي

 تلك حريةُ المرء

 يجعل أشعاري مثل الشتاء

 وينقشُ نورَ الحُريةِ

حتى يصبح ناراً

 تشتعل حتى يصبح شعاراً وطنياً

 في الجبين،

 ويصبح شمساً، 

ويأتي لنفسه بالحرية