عناية اخضر
 
سأسردُ لكم حكايتي مُذْ ذلك الحين
القديم..
حيثُ استرقتُ السّمعَ، وكانت العرّافة تحكي عن النبَأ العظيم.
قالت: سيكونُ في طرَفِ الزّمان
غولٌ لئيم ...!
وطاغٍ عنيد
يقتل باسم الدّين...!
يذبحُ باسم الدين...!
يستحي النّساء باسم الدّين ...!
 ويتبعه همَجٌ
رُعاع..
يرتكبون الفحشاء، يمثّلون بالجثَث، 
ويحرقون الأسير
ستئنّ القلوب ...!
وتبكي العيون ...!
وتعزف البومُ الحانَ
الوَداع ...!
فكلّ حيّ سيبكي خليلَه وحوله اشلاء، وصراخٌ، وعويل ...!
وستغدو العفوف رقّاً
تُباع ...!
وسيكون كلّه باسم الدّين ...!!!!
سيستلّون مخالِبَ إبليس لقطعِ الوَريد ...!
وقتل الوَليد ...!
وسيقدّمون الأبرياء أضاحي
العيد ...!
ويعلو الصّراخ وصوت
المذياع..
ﻻ اله اﻻ الله " (حصرا لهم).
والنّاسُ غيرهم وقود
الجحيم!
وسيكون منهم يأجوج ومأجوج يأكلونَ الزّرع
ويقتلون
الزّرّاع ...!!
يؤمنون بالطاغوت ويلعنونَ الحضارة...!
فكلّ علومهم
مكرٌ وخداع!
يفسِدون في الأرض ويجعلونها دمارا
ويكون الحريق.
 
وينزلُ عذابُ السّماء وينتشِرُ الوَباء
ويفرّ المرءُ من أمّهَ وأبيهِ وأختِه وأخيهِ وصاحبته التي تأويه.
 
وهنا رأتني العرّافةَ أبكي فمسحَتْ دموعي وقالت: سيحين عندها ظهور الحقّ ..!
فيحكم العدلُ وينتهي الفساد..
سيموت الغول..
ويعمّ السّلام.. 
وترى المُجرمين مقرنين بالأصفاد..
فإنّ عذابَ الله شديد.!
.
"والحُكم يومئذ لله"