هويدا دويدار
إن الأمور المتصاعدة يوما بعد يوم بين المغتربين والمواطنين
فهي جروح لابد أن تندمل
فالمشهد أصبح سيئ جدا ...
حيث ينظر المواطن للمغترب نظرة دونية أحيانا فيراه عبء أو أجير وهذا لا يعيب هذا المكافح بشرف وما يحصل عليه من أجر فهو نظير ما قدمه من عمل. وفئة أخرى تراه يستحق العطف إلا أنه لم يستجدى أجره يوما وعمله تاج على رؤوس الجميع...
مما أثار حفيظة البعض.
والمتفهم للأمر يرى أن طبيعة العمل ليس بالأمر الهام فهي أرزاق مقسمة. وكل منا يحتاج إلى الأخر مهما كانت المكانة
لذلك فالنظرة الدونية مرفوضة
حيث أن الأمور تحولت إلى مشاعر سلبية وجعلت الأمور تنجرف إلى منحنى متصاعد سيسبب الكثير من الأزمات
لذلك يجب أن نشير للأمر بطريقة أخرى وهو المستوى الإنسانى ...فما تفعله العلاقات الإنسانية ومشاعر الود وإظهار الإحترام للأخرين فهو مفتاح الأبواب المغلقة ...
فتعميم الإنسانية بين الشعوب له وقعه على القلوب ...
فما تفعله الحكومات من علاقات دبلوماسية أو قطع العلاقات ليس للشعوب دخل بها فنحن كشعوب عربية عدونا واحد..
وتحكم علاقاتنا النزعة الفطرية التي خلقنا الله عليها فجميعنا يحب ويكره ويميز ويقترب ويبتعد ويقدر ويعبر ويستحى ..........
فنحن لم نختلف يوما لذلك أوصانا النبي بالابتسام في وجوه بعضنا البعض وخص تلك الابتسامة بتشبيهها بالصدقة
أسوة بحديث رسول الله (تبسمك في وجه أخيك صدقة) صدق رسول الله
والمقصود بأخيك هنا أخيك الإنسان على المطلق
فنحن نتغافل رغم فهمنا للحقائق!!
فلماذا لا نستمع الى صوت العقل ولا نترك للغضب المفرط مساحة للتحكم في المشهد
إن النفس البشرية شديدة التعقيد والسيطرة عليها من الجهاد. لذلك الجزاء عظيم
لقول رسول الله (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) صدق رسول الله (ص)
إن العلاقات الانسانية لها ضوابطها وأسسها فهي فلسفة ومرآة شفافة تعكس مدى التوازن النفسي في تقبل الأخرين
وإعطائهم المساحة الكافية للأخطاء وتقبل الأعذار ...
لأن السلوكيات الإنسانية تحكمها الكثير من الضغوط وكثيرا ما تؤثر عليها المثيرات
لذلك فقد اهتم الإسلام بالإنسان وأعطى له مكانته المميزة بين باقي مخلوقات الله
فإهانة الانسان لأخيه بأي شكل من الأشكال والتقليل من شأنه يعد اثماً كبيرا.
. فكم من مغمور في الأرض مشهور في السماء
فالأثر النفسي الكبير
وكثيرا ما يسبب الكراهية والبغضاء. والعكس
فكيف لنا أن نشز عن فطرتنا؟؟
حتى النظريات الوضعية ومن يؤمنون بها ينادون بنشر المحبة والتسامح والمساواة
والسلام ....
فمن نحن حتى لا ننفذ ما جاءت به الأديان السماوية في كتبها وعلى ألسنة رسلها لتكريم الانسان!!!
0 تعليقات
إرسال تعليق