أ.د. يعرب قحطان الدُّوري



هي المدينة التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لطوير الحياة، وتحسين كفاءتها وخدماتها والتي تنعكس على تلبية احتياجات الأجيال التي تسكنها وستسكنها مستقبلاً بكافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية. ترتكز هذه المدينة على ستة عناصر وهي الاقتصاد الذكي، والأشخاص الأذكياء، والنقل الذكي، والبيئة الذكية، والحياة الذكية، والترابط الاجتماعي الجيد. وأهم متطلباتها هي البنية التحتية للاتصالات بحجم هائل من التطبيقات والخدمات المبنية على تكنولوجيا فائقة تتمثل في
 إنترنت الأشياء
IoT )
 والذكاء الاصطناعي
 (AI)
والشبكات الذكية والعدادات الذكية. وأهم ما يميز المدينة الذكية هو السكان الأذكياء لكونهم مبتكرين، ومتعددي الثقافة، ومشاركة السكان لغرض تحسين حياتهم عن طريق وسائل تقنية مستحدثة. فالمجتمع المدني يشارك بآرائه في إدارة المدينة الذكية وفي صنع قرارتها المهمة للمجتمع. وأهم مظاهرها ثقافة التبادل لغرض الحفاظ على البيئة. ويمكن القيام بزراعة مباني المدينة وتوفير غذاء من غير الاعتماد على الحقول والمصانع. وأهم ملامحها هي تركيزها على الإنسان أولاً استجابة للظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الجديدة. وبناء عليه انطلقت مشاريع المدن الذكية لتحقيق التنمية المناسبة للجميع حيث ساعدت التطورات التكنولوجية الجديدة على تحقيق حلم المدن الذكية، وبالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي تم استخدامها في البيئة والزراعة والمؤسسات المالية والمنشآت الصحية والتعليمية. وتجاوزت حلول المدن الذكية حاجز الخدمات إلى ابتكارات تتيح للمواطنين التصويت في الانتخابات عبر الهواتف الذكية. وعلى سبيل المثال استثمرت أمريكا لتحويل أرض مساحتها 1.6 كيلومترات مربعة في مدينة دينفر إلى مدينة ذكية بالتقنيات الحديثة وتعد ثاني مدينة ذكية في العالم بعد مدينة فوجيساوا في اليابان التي شُيدت في العام 2015 بهدف تحويل المدن حول العالم إلى مدن صديقة للبيئة وحاضنة للتقنيات المتطورة عالمياً. وهناك جهود حثيثة في إكمال المشروع لتجهيز المدينة بشبكات الواي فاي وكاميرات مراقبة وحساسات بيئية وشبكة كهرباء لتزويد المدينة بالكهرباء. وبلغ كلفة المشروع 72 مليون دولار أمريكي للتقليل من حوادث المركبات بتقديم معلومات أفضل للوصول بناء على معلومات مرورية لحظية. والملاحظ أن بناء المدينة الذكية متواصل بخطى مستمرة. فبناء المدينة الذكية تحتاج إلى وقت ويتوقع تدشينها في دينفر عام 2026. لكن بالمقابل لا يمكن التنبؤ بالتطورات المستقبلية إذا فشل التوسع في المدينة لأسباب سياسية مثلاً لكن سيكون مدينة المواقف السياسية. لكن تدشين مدينة دينفر الذكية سيكون حدثاً عالمياً لامعاً.