الدكتور عبد الغني اليوزبكي



في سنة 1958 حصل أنقلاب على الملكية وأعلنت الجمهورية ونزل الحزب الشيوعي بثقله الى الشارع مع تجربته التنظيمية الكبيرة وكادره المدرب يقابله حزب البعث العربي الاشتراكي
بأعضائه الثمانين على مستوى العراق مع ضعف التنظيم وقلة الكادر وأخطأت الدولة والحزب الشيوعي عندما زجوا بالسجون الالاف الناس تحت تهمة بعثي عفلقي وأمتلات السجون وطبعاً كان هنالك بعثيون في هذه السجون حيث قاموا بتنظيم الأعداد الكبيرة منهم مستغلين حيادية النسبة الكبيرة من الأبرياء الذين تم جمعهم بتهم ملفقة انعكست كلها فوائد
الصالح حزب البعث وضرراً كبيراً ضد الدولة والحزب الشيوعي وبذلك كانت النتائج عكس ما خططت له الحكومة
واليوم تتكرر نفس الصورة ولكنها مكبرة بشكل لا يتصوره العقل فماذا تتوقعون من بريء يسجن ويعذب ويهان ويحرم فبأية روحية سيخرج هذا
الأنسان؟؟؟؟ بالتأكيد سيجند من قبل أخرين وجدوا فيه كسباً سهلاً واستعداداً كردة فعل لما لاقاه لأنه (بريء).
نحن لا نتكلم عن مجرمين قتلوا أو نهبوا وخربوا بل نتكلم عن (الأبرياء)
وأنتم مدركين أن في السجن مظاليم وبالألاف تم زجهم ونسيانهم فلا تظلموا فالظلم مدمر ولا تعتدوا فالله بصير ولا تعتقدوا بأنكم سائرون
طريق يخدمكم أو يحميكم
واتخذوا من الآية القرآنية الكريمة نوراً ينير طريقكم (يا أيها الذين أمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على فعلتم
نادمين).
ولابد من الأستماع إلى أي رأي ناضج / بناء / يؤمن بالوطن والشعب من أجل جمع تلك الآراء والخروج منها بما هو مفيد لخدمة الشعب الذي
تمزق بفعل فاعلين وليس بفعل فاعل واحد وعليه فأن:
1التسامح كنقطة أنطلاق بأية علاقة بين أبناء شعبنا والكتل السياسية والاحزاب
2الإصغاء إلى الأخرين والاطلاع على أفكارهم وطرق تقيمهم الامور والقيم والتوجهات التي يحملوها
3- عدم ممارسة السلطة وأستخدام القوة في التدخل بأراء الأخرين
4- التأكيد على حق الأختلاف بين البشر فلا يحق لأيا كان أن يمحو حق الأخر
5- الدعوة لثقافة وطنية جديدة قائمة على فلسفة التعددية وبناء مفهوم جديد للمواطنة ينطلق من الأحترام والحق وحماية الرأي

أليست هذه المبادئ بديهية معبرة عن الأخلاص والوطنية أن
تجردنا من التعصب الحزبي والطائفي؟؟؟
أليست حلولا جذرية للمشاكل الكثيرة التي تنخر بمجتمعنا؟؟
لماذا نسير عكس تيار المنطق والواقعية ونحن نريد النجاح والتقدم، أرفعوا شعار التسامح أولاً وأغسلوا النفوس من العداء ولتكن النية الصافية منطلقاً وبذلك لا يبقى أي بريء خلف القضبان