محمد حمزة الجبوري
وجعان متلازمان لحياة المثقف العراقي الباحث عن الطهر الغير مستدرج الحالم بحياة مستقرة وكانت تراوده الأحلام كالعصفور بأن يجد الطائر الحر الذي يشاركه في اقتسام الحنان على أرضية هذا العش الذي يعني (الوطن) كان قلمه ثورة ومداد حبره الألم المعتصر المختنق لا يزال تائها بين الموت والحياة : الموت ليتخلص من حياته الضنك الحالكة ,والحياة الرغبة الجامحة بصناعة واقع مغاير له ولأقرانه في الألم وشركائه بما يسمى (وطن) .
شيء واحد يحقق له مفهوم (وطن) الجلوس على أعتاب السلطان ولعق أحذية الحكام والسير بركابهم المباركة , والترنم بمنجزاتهم الرهيبة , ولكن كيف بعد كل هذا الإنحطاط والتقهقر يكون جديرا بوطن ؟ , جديراً بلقب الكاتب ؟, ألم يعلم كاتبنا المسكين أن الكلمة مسؤولية ,وأن الضمير هو صانع القرار الحقيقي ؟ وأن التعاليم السماوية وكل ما أحتوت الكتب المقدسة لا تستطيع أن تعيد له وعيه أن لم يقل الضمير قوله ويدلي دلوه ؟, فهي أذن جدلية مرعبة ومميتة في آن أما ,أن تكون كاتب بلا وطن يحتضنك ,أو تتخلى عن تمردك ومهاجمتك للفاسدين حينها يعود لك الوطن المسافر وتنعم بأفيائه الوافرة , وأنت صديقي الكاتب لما هذا الزعيق ومهاجمة الفاسد الآمن ,دعه وشأنه البلاد ليس لك أنت مجرد طارئ وهم الأصليون ,ولما هذا التحامل على ما تسميه أنت (الطغمة السياسية الدينية الفاسدة التي تمارس إسلاماً سياسياً)؟ ,أليس حريا بك التصفيق والتطبيل لهم بدلا من هذا الجدل والسجال المتبادل ؟ لسبب واحد حتى تنعم بوطن وتكون بمأمن من حاشية الحاكم ومريديه وطاقمه الإعلامي ولا أنس مستشاره القانوني الذي سيرد عليك بدعوى قضائية ستودي بك وبحياتك( النص أقران) إلى غياهب السجون بتهمة إزعاج الحاكم والتهجم على الرموز الوطنية , فالوطنية بمفهومهم متلازمة للرموز وعلية القوم وحواشيهم وما تبقى مما يسمى (شعب) الأصناف الثانية أو لنسميه الطبقات الوسطى كما صدع رؤوسنا بها علماء المنطق والإقتصاد ونبيهم الفكري (كارل ماركس) الذي لم نجني من نظرياته سوى التكفير والضياع , ولكن بالمقابل ألم يقرأ هؤلاء المتحكمون عنوة بمصير بلادنا الحبيبة التأريخ جيداً ؟, ألم يسمعوا بالحوارية الشهيرة بين وجه الإسلام الطاهر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري عندما حمل عظمته متكئ على عصاه الخاوية ليكون أول متظاهر في العالم خرج لتصحيح المسارات في زمن تلعثمت فيه الألسن وعلقت الرقاب على الأعواد ؟أتعلمون خرج على من ؟ خرج على طاغوت ذلك الزمان أو ما يحلو للبعض تسميته خليفة الله وأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ؟ ليقول له (كلمة )! قال له معاوية ساخراً من عظمته وعصاه : المال مال الله وأنا خليفة الله والمال مالي ما شأنك أنت ؟! هنا رد عليه رجل العظام والعصا المتمرد رداً وجودياً قض مضاجعه ومضاجع المستبدين في العالم ليوم الناس هذا قال له (كلمة ) كلمة الحق المبينة : المال ليس مال الله !!! المال مال الناس وأنت يا معاوية تسرق الناس !!!!
ترك الكاتب الوطن ومواطنيه ظل يبحث عن ظل وسقف يأوي صغاره الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يجري من صراعات إقليمية ودولية الرابح فيها خاسر , لا ذنب له بحماقة الحكام وسخفهم وحتى لا ذنب له بشعب يتبع حكاماً ظالمين فسدة مرائيين جعلوا من الدين دكاناً للإرتزاق ومن الإسلام طلسماً للمحافظة على مكانتهم ومواقعهم ومصفحاتهم وجواريهم الحسان , الأطفال لا يفقهون لغة الدم وطبول الحرب التي يسعى لقرعها حكام الخليج , لا يكترثون لموازنة دولة أمتصها السياسيون الجدد , يريد سكن ...يريد وطن ...يريد أمن ...يريد أم يريد أب هجر الطفولة يريد مستقر.
0 تعليقات
إرسال تعليق