العراق: علاء المعموري



منذ قرابة سبعة عشر عام والحكومات العراقية التي تصدرت المشهد السياسي على مستوى رئاسة الوزراء على اعتبار نظام الحكم في العراق برلماني لم تكن صاحبة قرار انفرادي او إرادي فهي تعمل وفق اجندة مرسومة من اطراف توزع مهام هنا ومهام هناك ولم نلاحظ خلال الفترة التي ذكرناها اعلاه شخصية كانت قريبة من الجمهور مطلقا فكل حكومة تأتي تعمل على تقسيم الكعكة كل وحسب ثقله في البرلمان يضاف له ثقله الحزبي المرتبط بأجندة خارجية وتسير الامور هكذا ليصبح العراق ضعيفا منهكا خيراته وثرواته تذهب لحيتان وسراق ولصوص تحصنوا بكل وسائل الحماية فالجميع يقرون بأنهم لصوص تمكنوا من خداع عامة الناس بطرق شتى فتمركزوا هم وتبعثرت بوصلة المواطن الذي اصبح حاله يسير ينفق مظلم لا يعرف طريق الخروج....لعب السياسيين المتمرسين على اوتار شتى بدأت بالطائفية التي كلفت ابناء الشعب العراقي الكثير ثم ذهبوا الى قتل الناس بالتفجيرات  والاغتيالات المدبرة مع إدخال عصابات ارهابية خربت الحرث والنسل وكل هذا وعجلة اتعاب العراق كبلد يمتلك ثروات لاتزال مستمرة فالمليشيات هي التي تشرف على كل شيء في العراق على مستوى الثروات والسياسة وتوزيع الحقائب الوزارية وكان لدولة معينة تساند المليشيات وتدعمها دورا بارزا في التحكم بالمشهد يقابله رفض شعبي واسع لتلك الحالة انتج احتجاجات جماهيرية خربطت حسابات الاحزاب السارقة والمليشيات القاتلة التي دافعت عن وجودها باغتيالات وقتل وخطف وتكميم افواه لكنها لم تفلح فاستطاع المحتجين ان يجبروا اخر حكومة موالية لقرارات الاحزاب والكتل الفاسدة الى الاستقالة فجيء بحكومة الكاظمي لتكون توافقية الا ان الرجل أعلن مرارا انه ليس على غرار سابقية وبدأ بخطوات لاقت قبولا جماهيريا ابتداءا من ملاحقة المليشيات وتقليم اظافرها ومتابعة  موضوعة المنافذ الحدودية  امور اخرى عديدة تبشر بخير وتدلل ان الكاظمي ليس مثل من سبقه فالرجل قد يكون رمزا سيما أن الاحزاب التي اتت به قد تمرد عليها وباتت تخشاه لذلك اصبح الكاظمي بالنسبة لهم حجر عثرة جعل من الكتل والاحزاب تندب حضها على دعمه ومن يدري فقد نشهد يوما ان  الاحزاب والمليشيات تطارد ويلقى الكثير منها خلف القضبان لتحاكم...فيندبون حضهم العاثر ويقروا ان الكاظمي اصبح لهم فعلا حجر عثرة!!!!