الشاعر وضاح آل دخيل


الشيءُ بالشيءِ يذكرْ
القمُر كوجهِك إذا يسهرْ
لما ساقكِ جستَ موجُ البحرِ
اضفتِ للشاطئ اجملَ منظرْ
فأهديناك هذا الاسمرْ
كوني له جيشا لا يخسرْ
او شريانا ابهرْ لو قصرْ
قالت انت شاعرٌ تغوي
قلت امياً قضيتُ العمرَ بالعسكرْ
واللهِ ما خَلَجتْ عيني لامرأة  
امرؤٌ لا يعرف الا السيفَ والخنجر
علميني كيف امسكُ الوردَ الاحمر
علميني كيف ببابكِ اسهرْ
علميني اصولَهُ بقلبكِ كالحيدرْ
علميني كيف أغنى
وكيف يكونُ التمني
علميني كيف انثرُ قوافي الشعرَ بالدفتر
فدنت لي ولما دنت تبسَّمَتْ
فبان شيءٌ يلمعُ كالجوهرْ
وكان الليلُ من شعرِها أسفر
وخديها من الوردِ أزهر
قبلتني بموضعِ الفمِ بالفمِ
ذقتُ ثغرَها فأيقنت للسكر مصدر
فسال الرضابُ على نحرِنا
كأنه ينبوعٌ من نهرِ الكوثر
وألبثتني بين نهدِيها المِجمرْ
ففاحَ منها المسكُ والعنبر
فأيقنت لهذا الجمالُ ربا اجملْ
سبعون عاما لأجله كانَ يسهر
ولما هجرتني علمتُ وليتني ما علمتْ
للفراقِ نارا اشدُ من نارِ جهنم وأكبر