منى فتحي حامد / مصر
الوسيلة التي يعبر بها الإنسان عن تفكيره و وجوده و ثقافته هي الأدب ، وتتعدد مجالاته بالتاريخ و الفلسفة و علم النفس،وعلم الاجتماع و غيرهما ...
من أمثلته : الشعر و الرواية و القصة القصيرة و المسرحية الأدبية ..
وقد وضح لنا علم النفس بأن الأعمال الأدبية أو الفنية تمكن الأفراد من فهم شخصياتهم و إدراك ذاتهم ، و تجعلهم قادرين على التمييز بين الشخصيات المتنوعة و المختلفة ، و تنمي بداخلهم دوافع الإيجابية و التفاؤل للوصول إلى حياة أفضل ...
و نرى أن كل من الأدب و علم النفس يتعامل مع البشر ، و ردود أفعالهم و احتياجاتهم و رغباتهم ، و الأسباب التي تؤثر في التغييرات النفسية المصاحبة لهؤلاء الأفراد ...
و نلمح هذا من حديث أرسطو عن الأدب و علم النفس في كتابه :
( تنقية العقل و النفس من المشاعر ) ..
ويعد هذا الكتاب من أهم مؤلفاته على الاطلاق ،
حيث يمثل للفلسفة و العلوم الأرسطية واسطة عقد لها جميعا ، فهو يمثل لعلوم الحياة ما يمثله كتاب الطبيعة،و تميز طبيعة الاتسان عن الطبيعة الحيوانية ، و أهمية دور العقل و الحواس في الاستدلال و الحدس .....
و أن الأخلاق و الفضائل الإنسانية يتحكم بها العقل و يوجهها نحو المسار الصحيح عن طريق تقويم السلوك الإنساني ...
فالعقل هو المتحكم بالأخلاق العملية و التأملات الفلسفية،أي أن العقل هو القوة المميزة للإنسان ، و تهيئته نفسيآٓ و مدى تأثيره الأخلاقي على الحياة بشتى مجالاتها ...
و قد ظل هذا الكتاب من أهم المؤلفات حتى القرن التاسع عشر الذي اعتمد عليه علم النفس الكلاسيكي ، بل تضاعفت أهميته في ضوء علم النفس التجريبي المعاصر ..
و هذا ما بينه لنا أرسطو في الربط بين علم الطبيعة و أحوال البدن ، أي ربط أحوال النفس بأحوال الجسم ...
و قد تعرض هذا الكتاب إلى قضية العلاقة بين أنواع الكائنات الحية ، من حيث سماتها و من أين تكتسب تلك السمات ، و طبيعة النفس مع كيفية التعامل ، و تتواجد بالنيات بالتغذية و التكاثر و التوالد ،ثم يزيد الحيوان بالإحساس، ثم الإنسان يزيد عنهما بالعقل ....
وهذا أدى إلى إثراء التداخل بين النتاج الأدبي و علم النفس بالعديد من أعمال الأدباء و الكتاب و النقاد والفلاسفة و الحركات الأدبية فيما بعد و توالت الأعمال المتنوعة لديهم ...
و قد لوحظ بأن لعلم النفس الأثر الواضح على إبداعات و مهارات الكتاب والأدباء،حيث تنعكس الحالة النفسية على نتاجاتهم الأدبية ،
و منهم :
چون راسكين ،فرجينيا وولف، آلان غارنر ، أيضا توالت الابداعات التي تهتم بالمرأة و بالمجتمع ..
و نجد أن هناك عاملان هما التأثير و التأثر ، يسهمان في رقي الأداب و تطورها و تنوعها ..
و أن السبب الأساسي و الرئيسي في الإبداعات الأدبية هو التركيز في العقل الباطن و اللاشعور
، و أن لعلم النفس التأثير الملحوظ على المهارة الكتابية ....
لذلك يجب أن يتم الاشراف و المتابعة الدقيقة عن طريق اسلوب الاستقراء واستنباط العوامل النفسية منها ...
والتعرف أيضا على نفسية المبدع و دراسة تأثير العمل الأدبي علي الأخرين المتلقين له ، و هذا يؤدي إلى نجاح النتاج الأدبي المطروح على الساحة الثقافية و الإبداعية ..
0 تعليقات
إرسال تعليق