علاء عواد 


بدون مقدمات ، وعرض للكلمات ،فالحدث المخطط له منذ عقود لا يحتاج إلى تمهيد ، ولا إلى نثر للعبارات ، فبعد الأسف والحرقة نسجّل في تاريخنا العربي: بيع الحبيبة فلسطين للمرة الثالثة وربما الرابعة أو الخامسة ، بل وستكون للمرة العاشرة ولا ندري إلى كم دولة سنذكر لحظات توقيعها على هذا البيع الرخيص .

باعوها بابتسامة المرتجف من سارقه ، حتى إذا ما وقفوا وقفتهم الخسيسة وقفت قلوب أولادها الأبطال ليبتاعوها بأرواحهم الغالية .

فلسطين ،العقيدة الراسخة في صدر كل عربي شريف ،الدولة المستقلة شرفا وعزة وكرامة. اليوم وبابتذال المتسولين قد أعادوا احتلالها من جديد ، وإن لم يعجزني التعبير لذكرت - بالأسماء - الكثير ممن في أصقاع الأرض محتل مهان ، ذليل يعتاش على أمر سيده  . ولكن ظلم التعميم خارج عن شيمنا وأخلاقنا ، فإن أخطأ أحدهم فالصحة عند غيره قائمة ، وإن هان عند القلة سجود مُصلّي الأقصى ،فيعزّ عند الكثير التصاق جبين الشرفاء بأرضه .فلا يحزنكم ما قام به البعض بالتخلي ،فإن التمسك أقوى وأجلّ ، وما زالت جذور القضية تمتد في كل مكان بالثبات المتوارث جيلا بعد جيل ، فهاكم رفض الشعوب قولا وفعلا مثالا على كراهية ما حدث ، واحتساب الخيانة جرما لا يعاقب عليه القانون فحسب ، بل يعاقب عليه صمود وكرامة ونخوة الرجال .

رجال الأرض المقدّسة الذين جعلوا المقاومة سبيلهم ،ونهج حياتهم حتى يخرج منها آخر محتل مذموما مدحورا ، الرجال الأشاوس ،صنّاع المفاخر البواسل ، هؤلاء المنكرون ما قام به الضعفاء قليلو الحيلة هم من سيحمون دولتهم وأرضهم - بإذن الله- من مكائد ومصائد الغير .

وإن كان التطبيع جاريا بدماء الساقطين ، فالطبع الشريف هو النبض الذي تتوقف عليه حياة العظماء . 

وهذا طبع الأردنيين ، قيادة وشعبا الرافض رفضا مطلقا لمسّ ولو شبر واحد من الشقيقة فلسطين  .الضفة المُستضافة أهلها بكل حب ومودة ، والذين قد زرعوا المجد بثباتهم  فأثمرنا  العلياء بوقفتنا معهم . نعم ، فنحن عرقا القلب الواحد في الصدر الواحد ،الذي إن جرح أحدهما ،نزف الآخر ،وإن تألم أولهما،بكى الثاني عليه . ولأن ديننا وعروبتنا وعاداتنا هي لبنات مجتمعنا الفلسطيني الأردني .فإننا بقيادتنا الهاشمية سنظل على العهد ماضين، رافضين أي خطوة تعكّر صفوها وجمالها ..وكيف لا والصفو صفو فلسطين والجمال جمالها !؟!