علي العوادي
قصة نبي آلله يوسف عليه السلام معروفة من خلال السورة المباركة في القرآن الكريم ومن لم يقرأها أو يسمعها في مكبرات الصوت في المآتم فقد يكون مجبرا على الإطلاع على تفاصيلها من خلال مشاهدت أحداثها في الأفلام والمسلسلات عبر الفضائيات حتى ولو كان الأمر نزولا عند رغبة اطفاله وعائلته ، قصة قرآنية رائعة ذات معان إنسانية تربوية سامية أراد آلله جل وعلا أن يبين لعباده من خلالها أن الطمع والحسد لا يجديان نفعا للانسان ما لم يجد ويجتهد ويقتنع بما كتبه الله له وما كتبه عليه وأن (من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) ، فمن فراق الأبوين وفقد حنانهما والبعد المرير عن الأهل والأحبة إلى غدر اخوته ومن ثم العيش في بلد لم يكن فيه يوسف سوى غريب الوجه واليد واللسان إلى العزة والكرامة والمُلك العقيم في إمبراطورية الفراعنة العظيمة ، ولأن لله تعالى في خلقه شؤون وان آلله بالغ أمره جمع له الدين والدنيا ، وما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا واقبح الكفر والإفلاس في الرجل، فهل فَتَّ في عضُد يوسف ما رآه من نعيم ليس له حدود ؟ وسمح لنفسه أن تميل إلى دنيا دنت له بمباهج يصعب وصفها؟ بالطبع لا ، لا لأنه عليه السلام نبي مرسل فحسب بل لأنه إنسان عرف معنى الإنسانية فأعطاها ما تستحق أن تعطى لا أكثر ، ومع يقينه أن هذآ الملك والجاه والسلطان والنعيم من فضل ربه ورحمته إلا أنه آل على نفسه أن لا تتمتع و تشبع وعباد آلله محرومين جائعين ، بل خاف أن يشبع حتى لا ينساهم ، فعمل بِكلتا يديه واجهد نفسه بالتفكير والتخطيط والتدبر لينقذ أحبائه الفقراء والمعوزين من سنوات القحط العجاف ... فأين نحن من هذه الأخلاق وذلك التواضع وتلك الغيرة ؟ فإن قال قائل أن هذه اخلاق وصفات أنبياء يستحيل أن يتصف بها بنو البشر الآخرون فليكن لنا أسوة حسنة بأخلاق الفارس (الجاهلي) عنترة بن شداد العبسي حيث يقول: تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا ! .
0 تعليقات
إرسال تعليق