محمود الجاف
مع غُروبِ شمس اليوم الأخير من السنة المندائية في كل عام تبدأُ مَراسيم الإجتماع العائلي . يقرأون فيها الأدعية والتسابيح الموجودة في كتبهم المُقدسة . قبلها يقومُون بتخزين المياه والأطعمة والمَشروبات في المنازل لأنهُم لايختلطون بالمُحيط الخارجي لمدة 36 ساعة . فهم يَعتقدونَ إن الملائكة تصعَد إلى السماء ولاتبقى على الأرض إلا الشياطين ولهذا لايُسمح حتى بفتح النوافذ والأبواب ...
أيها العراقيون : احفظوا ماءَ وجوهكُم وكرامتكُم وعقيدتكُم فقد ضحكت علينا ومنّا الأمم . الحياة مواقف والتاريخ لايرحم فلا تقولوا إنكم عاجزين فالجميع يُمكنهُ أن يُطبق كرصة الكرامة . لاتَخرجوا من بيوتكُم يوم الإنتخابات ...
أيعقل انكم لم تفهموا حتى الآن ؟
بعد كل الدماء التي سالت ؟
والرجال والاطفال والنساء الذين اغتصبوا أو غُيبوا ؟
والاموال التي سرقت تديُّنا ...
كل التدمير الذي جرى وسيستمر .
اسأل نفسك أيها الساكن في بلادي : كم عُمرك وكَم عُمر الأعادي ؟
تَخيل كيف عاشوا وكم عانيتُم ومَددتُم الأيادي ... وأولادهُم ومايفعلون في الطُرقات والأسواق والنوادي ... وكيف يجوع أبنائنا ونسائنا وأنت تَرى حال الحبيبة بغدادِ ...
سنخرج مع جرح جديد وندم اخر وحزن لا ينفع ولن يفيد ونعود كالناعور الذي يدور ويدور ثم يعود الى حيث انطلق .
من يمكنه مقاومة اغراءات بلاسخارت مُمثلة الامم المتحدة ؟
أو عضلات امريكا ؟
أو مكر الصفويين ؟
أو سحر اليهود ؟
أما أنا فبعدَ أن بَدلوا الهُوية . وتأكد لي انهُم يريدون ان يضحكوا عَليَّ . قررتُ أن انتخب البُندُقيَة . والتحرير صار هُو القَضية
0 تعليقات
إرسال تعليق