ابراهيم الدهش

السقا او السقاية  أو الساقي يزاولها بعض أفراد المجتمع العراقي ومن الطبقة الفقيرة بنقل مياه الشرب من الأنهر إلى البيوت بواسطة الحمير وكان الساقي يدخل اغلب البيوت وهو انسان محترم ومن الاشخاص الموثوقين بهم  وكانت هذه المهنة متداولة حتى مطلع الستينات من القرن المنصرم ..
فما أجمل تلك الايام التي عشناها في سلام ومحبة صادقة حيث الجار يدخل على جارة دون استئذان من العائلة حيث الثقة المتبادلة والسلوك الخلقي الذي لايبيح النظر لحرائر العائلة وهذا ماتعلمناه من أجدادنا وأبائنا وتقاليدنا العربية والإسلامية الأصيلة . وفي حالة شجار مع أحد أفراد العائلة هناك يكون التراضي والتسامح دون أي تعقيدات عشائرية .. نهوة أو جلسة أو فصل ولا حتى ما يسمى ب الگوامة جميعهم  متآخون تربطهم علاقة الاخاء والألفة والمحبة بكل بساطة العيش والظرف الاقتصادي الصعب كل هذا أفضل من وضعنا الراهن الذي نعيشه الآن
ولو عرفنا الساقِ او السقا وهو من يحترف حمل ماء الشرب الى المنازل او يبيع الماء او المرطبات وهو سقاءه وسقاية
السقاء وعاء،من جلد يكون للماء او اللبن والسقاء،كل ما يحمل فيه ما يسقى وجمعها السقية
والسقاء،وظيفة قديمة عرفت قبل التطور الحضاري بايصال،المياه الى البيوت والمباني والسقاء،او السقا هو الشخص المسؤول عن نقل المياه من الخزانات او الانهار الى المساجد والمدارس والمنازل واسبلة الشرب العامة وذلك لعدم وصول المياه لهذه الاماكن لخدمة الاهالي
كان السقاؤون يحملون القرب المصنوعة من جلد الماعز على ظهورهم وهي مملوءة بالماء العذب ويلزم للمتقدم لهذه المهنة اجتيازه اختبار مبدئي لكي يلتحق بوظيفته السقاء وهو ان يستطيع حمل قربة وكيس،مليء بالرمل يزن حوالي ٦٧رطلاً لمدة ثلاثة ايام وثلاثة ليالي دون ان يسمح له بالاتكاء او الجلوس او النوم وهذا امراً غريبا حقا
والسقاية هي من الامور التي كانت تقع على عاتق قريش،اثناء الحج من توفير المياه بالنسبة الحجاج الذين ياتون من كل البلاد على مكة الى ان استلم عبد المطلب جد النبي محمد ص امور السقاية وكانت مكة تعيش،بفترة من ندرة المياه وقلة الامطار ومن خلال رؤيا في المنام لعبد المطلب استدل على بئر زمزم واستطاع هو وابنه الحارث ان يجدوا مكانها وحفرها وتدفقت المياه من ذلك الوقت الى وقتنا الحاضر
ولما تولى بني العباس حالت الاعمال دون قيامهم بالسقاية فمانوا يعهدون الى ال الزبير للقيام باعمال السقاية
هذا امرا بسبطا ما مر به السقاء،والسقاية من مراحل حتى اندثارها الى الابد ولكنها اعيدت في قسم من بلاد ما بين النهرين ونحن دخلنا  في الالفية الثالثة ونشاهد السقاء،يمتلك ماكنة اسمها ستوتة لنقل المياه العذبة الى البيوت ليبيعها فتكررت المهنة من جديد في بلدي العراق