بقلم ابراهيم المحجوب

محمد ريكان حديد شاب من مواليد 1981 لم يفكر يوماً  في انقلاب عسكري ويصدر بيان رقم واحد.. ولم يأتي على ظهر الدبابة الأمريكية عام 2003 ولكنه انسان عراقي وضع المحن امام عينيه للوصول الى النجاح.. وكغيره من الشباب العراقيين الذين توانوا مع فرص الحياة للوصول الى الطموح فحقق مالم يستطيع غيره تحقيقه... ربما سوف نختلف مع بعض الاخوة الذين ينظرون الى الامور التي تخص رجال السياسة اليوم نظرة شمولية فقط دون الرجوع الى انجازات تلك الشخصيات وهذا هو اختلاف وجهات النظر بيننا. فانا من وجهة نظري ككاتب مستقل وجدت في شخصية ابن الرمادي رئيس السلطة التشريعية في العراق اليوم الانسان القوي والشجاع الذي استطاع لملمة الصفوف المتهالكة التي انهكتها تصرفات السياسيين في  السنين الماضية سواء عن قصد متعمد او نتيجة ظروف معينة واذا ما عدنا الى الوراء قليلا نجد ان المكون العربي السني والذي ينحدر منه السيد الحلبوسي قد وصل الى شفا حفرة لان العرب السنة تقودهم دوماً العصبية القبلية ومازالوا متمسكين بالعشيرة والقبيلة ويعتبرونها احيانا جزء من دستور حياتهم واذا ما اردنا عبور الخط الاحمر فمحافظة الانبار هي مضيف العراق بكل قبائلها وعشائرها ويلتزم اي مواطن هناك بالقانون العشائري وسطوة شيخ القبيلة مازالت موجودة ولذلك كان من الصعب جدا توحيد كل هذه الاطراف العشائرية اضافة للدور الكبير الذي يلعبه رجال الدين هناك وبروز شخصيات ومسميات كثيرة وهذا ايضا يساهم في صعوبة ولادة قائد واحد وايجاد دعم مباشر له خاصة بعد احداث عام 2003 وماتعرض له المكون السني من خيبة أمل سلطوية وتشتيت واضح بين كل اطيافه...

اليوم ركزت الماكنة الاعلامية على نقل التصويت الخاص لاختيار رئيس مجلس النواب العراقي ولم تكن مفاجأة الاختيار قوية بقدر فرحة ممثلي البرلمان انفسهم وهم يهرعون لتقبيل السيد الحلبوسي ومباركة فوزه برئاسة برلمانية ثانية وهذا ايضا لم يحدث منذ التغيير الديمقراطي في العراق..

نعم ايها الشاب المهندس ان كان حلمك في الحصول على شهادة الدكتوراه في الهندسة حتى تستطيع ان ترسم خارطة لبناء صرح او نصب وبرج معماري فلقد منحك العراقيين اليوم بكردهم وعربهم وتركمانهم وكل اقلياتهم بكل شيعتهم وسنتهم ومذاهبهم خارطة العراق لكي تعيد البناء وفق الطريقة الحديثة وكلنا ثقة بك ايها الشاب الطموح بعيدا عن المسميات والالقاب يادولة الرئيس او صاحب الفخامة.. ثقتنا بك لأننا نعرف طموحك اللامحدود واصلك وفصلك البائن كضياء الشمس وتواضعك واخلاقك البسيطة فلاتكن علينا مع كرسي السلطة وكن معنا براتب الرعاية او تقاعد الشهداء والمفقودين...كن معنا لأنك واحد منا استلمت حصتك الغذائية في زمن الحصار مثلنا وتعرف مفرداتها جيدا... لأنك ابن الانبار وتعرف اكرام الضيف فاكرم شعبك ايها السيد الحلبوسي يا ابن لواء  الدليم اليوم كربلاء باركت لأربيل والنجف فوزكم واحتفلت الموصل مع الفلوجة مشاركة ديالى وصلاح الدين فرحتها... فكن معهم دائما وابتعد عن سياسي كرسي السلطة واعمل على تضع لك مستشارين من ابناء العامة وليس ابناء المنطقة الخضراء.. لقد وضعنا اصواتنا هذه المرة في صناديق الاقتراع وعيوننا تراقب الطريق لزيارتكم بافتتاح المشروع الفلاني سواء كان مطار دولي او شبكة مياه كبيرة واحلامنا ان نرى هذه المرة شوارع الناصرية والموصل مماثلة لشوارع الرمادي واقليم كردستان فانتم اليوم على رأس السلطة التشريعية والرقابية فكن رقيباً كالسيف وابعد المجاملات عن عملك فسيفك خلفه شعب اسمه شعب العراق سلموك العلم والخارطة العراقية امانة وهي بحاجة لبعض الاصلاح.. فاصلحها ياباني الانبار لان العراق هو الانبار الكبيرة....

وفقكم الله ومن معك ومبارك لك هذه الثقة التي منحها لك اربعين مليون عراقي والى نجاحات اخرى ايها الشاب الطموح  ....