بقلم إبراهيم المحجوب

 

لا يخفى على احد اليوم اسباب الصراع الدائر في شرق آسيا بين دولتين بالأمس القريب كانوا يعيشون ضمن خارطة وعلم دولة واحده اسمها الاتحاد السوفيتي ولكن تدخل الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية في شؤون هذه الدول بعد الانفصال خلق توترات جديدة واوجد ازمات اقتصادية استطاع من خلالها التدخل بالشؤون الداخلية لتلك الدول والتي يبدوا ان قادتها قد وقعوا في شباك الامريكيين بحجة اعطاءهم بعض الامتيازات ومنها انضمامهم لحلف الناتو علما ان تلك الدول لوبقت متحالفة مع الاتحاد الروسي فهي غير محتاجة اصلا للانضمام لهذا الحلف... ان موقف الاوكرانيين اليوم ضعيف عسكرياً وهزيل سياسيا كونها سياسة تخبطيه وارادت  من خلالها الاصطياد بالماء العكر والا ماذا سوف يستفاد الشعب الاوكراني المسالم من حلف الناتو وهو شعب منتج يتعامل مع الحياة بجدية العمل وقد اصبحوا اليوم المصدر السادس عالميا للحبوب ومتطور بكثير من الصناعات الاخرى وان الكثير من دول العالم اليوم بحاجة ماسة لتوقيع اتفاقيات اقتصادية مع الحكومة الاوكرانية وهكذا تضمن اوكرانيا سلامة حدودها مع الجميع وتستطيع ان تبني علاقات طيبة مع كل دول العالم دون الحاجة لحلف الناتو وباستطاعتها التغلب اقتصاديا على عسكرة الدول التي تتبنى افكار الحروب والدمار خاصة اذا ما عرفنا ان كل شعوب العالم اليوم بحاجة الى رغيف الخبز اكثر من حاجتها الى الرصاصة وقذيفه المدفع... وان اوكرانيا اليوم يحسب للاقتصاد الموجود لديها الف حساب وحساب وان علاقتهم الطيبة مع الجارة روسيا كانت مميزة جدا الى وقت قريب من الان قبل ان تدخل المخابرات الغربية على الخط وتقوم ببث سمومها من خلال دعايات وهمية ومنح امتيازات ووعود فارغة للشعب الاوكراني لا اساس لها على ارض الواقع... 

ان الشعب الاوكراني اليوم يشعر بثقل المعاناة التي يمر بها وخاصة بعد ان تدمرت اغلب منشأتها العسكرية المهمة وربما سوف تصل نيران الحرب الى منشأة مدنية اخرى اذا ما طالت الحرب لا سامح الله...وان الاقتصاد الاوكراني اصبح ضعيف واغلب الحدود تم اغلاقها من قبل الدول المجاورة لها خوفا من توغل الدب الروسي والذي كشر عن انيابه واراد تجربة الاسلحة التقليدية الحديثة فوق الاراضي الاوكرانية... 

ان الملفت والغريب في هذه الحرب لدى اغلب شعوب العالم كشف زيف وحقيقة مؤتمرات ما يسمى بحقوق الانسان وتلك الدول التي كانت بالأمس تدعي بذلك حتى وضعت الحرب الروسية الاوكرانية خارطتها الجديدة لتكشف زيف وحقيقة ادعاء هؤلاء المزيفين فاغلبهم اليوم يطالب الرئيس الروسي بوتين بمراعاة حقوق الانسان وتطبيق المادة كذا والمادة كذا دون الاخذ بالاعتبار الحروب التي خاضها الروس في افغانستان او الشيشان والابادة البشرية الذي تعرض لها هؤلاء اضافة للدمار الذي لحق بالعراق من جراء الوهم الامريكي واحتلال دولة آمنة دون ان يتحرك اي ساكن او يهتز اي ضمير لهؤلاء الدول التبعية لسيدها راعي البقر...فاين حقوق الانسان واطفال العراق مازالوا يعانون من سرطانات الاسلحة البيولوجية الأمريكية والفرنسية والالمانية... واين حقوق الانسان من حقوق الشعب الافغاني المسالم ولم يكن له ذنب سوى التزامه بتقاليد دينه السماوي.... واين حقوق الانسان والصرب يذبحون المسلمين كما يذبح القصاب الشاة... واين حقوق الانسان والفلسطينيون يعيشون منذ عقود تحت وطأة الاحتلال الصهيوني.. وأين.. وأين... وأين... 

كل هذا تم رفع عنه حاجز الخدعة الغربية لشعوب العالم التي كانت تنادي وتشجب وتحارب من اجل تلك الحقوق والتي تبين انها تنادي من باب عنصري ديني او على حساب لون البشرة بين الاسود والابيض.. 

وانكشفت الاقنعة اخيرا ووداعا لحقوق الانسان ووداعا للضعيف امام القوة والهيمنة والغطرسة.....