محمود الجاف

القائد الحقيقي هو الذي يستمد قوّته من شعبه ويقاتل الدنيا من اجل الحفاظ على كرامته . أما الجبناء فهم بشر في هيئاتهم ولكنهم في الحقيقة مجرد نعاج ! يختارهم سراق المال العام لكونهم مكملات لتوفير بيئة عمل صامتة عن الحق لا تؤثر فيهم الأخلاق ولا الوازع الديني وكل عام يحتفلون في ذكرى تنصيبهم دمى ناطقة لانهم يجلسون على كراسي صنعت من جماجم الفقراء . من حقهم وذريتهم ان يتجاوزوا الخطوط الحمراء لانهم أعرف بالتعليمات التي تُكتب بقلم الرصاص على هامش الظلم وانين الحيارى .
كثيرون يعرفون ما كنا والى اين وصلنا قبل الاسلام وبعده . ومن الظالم ومن المظلوم . وعندما تغوص في عمق اسباب الفشل او النجاح يترائى اليك انه القائد  .
القائد هو الذي كان السبب في الانتصار او الانكسار في جميع المعارك . ثم وحدة المبدأ والقضية ومن يطَّلع على تأريخ العداء الفارسي للعراق يجده يتكرر ويعود في كل مرة من حيث بدأ . لكنه يعودُ مُعبأ بالحقد والدم وشَهوة الإنتقام . غَزونا مئات المرات وخلفوا ملايين الضحايا على امتداد القُرون . نشروا الامية والمُخدرات ودمروا الأسرة والمُجتمع وقادوا عمليات إبادة جماعية مُنظمة . يقول الكاتب الإيراني أجوداني : إن العدو الحقيقي للثقافة الإيرانية وسبب مشاكلنا هم المسلمون فهم ( موبوؤون . قذرون . بشعون . أغبياء . جلودهم سوداء ) ويصفهُم الكثير من الكُتّاب الفُرس بأنهُم مُتعطِّشين للدماء ومُتوحشين قُساة . ومن الواضح انهم يتحدثون عن صفاتهم فقد تعودوا ان يقتلوا القتيل ويبكوا عليه . بل ويمشوا في جنازته!
كانت اولى صفحاتهم السوداء عام (2322) ق . م حين دخل العيلاميون عاصمة الأكديين وأحرقوها ثم عادوا بعد (316) سنة ليدخلوا مدينة (أور) ويخربوها لتزول كما زالت أكد من الوجود وإلى الأبد . دمروا بابل سنة (539) ق . م . على يد كورش وآشور سنة ( 612 ) ق . م . والحضر سنة ( 240 ) م . ومن يومها وقع العراق تحت الإحتلال الفارسي ولمدة (1180) عام . حتى جاء الإسلام وحرره سعد بن أبي وقاص في عهد الفاروق رضي الله عنهما عام (636) م . لكنهم قاوموهُم وتآمروا عليهم ولما فشلوا عسكرياً عقد الإمبراطور المهزوم ( يزدجرد ) مُؤتمره الشهير بـ(نهاوند) عام (21) هـ وقرروا دخول الإسلام ظاهرياً وتخريبهُ من الداخل  .وبعد سنتين قتلوا الخليفة عُمر رضي الله عنه على يد الارهابي أبي لؤلؤة المجوسي . وأثاروا الفتن التي أسفرت عن قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه عام (35) هـ . ثم قادوا مؤامرة شملت قادة الأمة الثلاثة (علي ومعاوية وعمرو) رضي الله عنهم في يوم واحد هو ( 17 ) من رمضان سنة (40) للهجرة . إنطلقت من الكوفة على يد الفارسي ( شيرويه ) .
أسقطوا الخلافة الأموية بالثورة العباسية وساعدوا المغول في إجتياحهم بغداد ودكِّهم معالم الحضارة وقتلهم أهل العلم والثقافة وتدمَيرهم المساجد والقصور والمدارس والمُستشفيات . ثم جائوا بحسين بك لاله الصفوي الذي أخرج محمد كمونة ( نقيب النجف الذي يعدل السيستاني الآن ) من السجن ورحب به وعظمهُ ثم زار كربلاء والنجف واعتدى على بعض عشائر الجنوب قبل ان يذهب إلى الشاه إسماعيل ليبشره بإحتلال بغداد . وبعد مجيء الخميني صرّح وزير خارجيته بأن العراق هو أحد الأقاليم التابعة لإيران وطالب بضمه إليها ! واشعلوا نار حرب مُستعرة دامت ثماني سنوات . ولان البلد كان فيه قادة حقيقيين أضطروا إلى الرد الشامل في ( 22 . 9 . 1980 ) وهو اليوم الذي هُزم فيه رُستم أمام جيوش الفتح الإسلامي والذي توّج بالنصر الكبير في 08 . 08 . 1988  . ثم عملوا مع الروس وساعدوهم في غزو أفغانستان وفي عام (1991) م وبدل أن يقاتل (الشيطان الأكبر) الذي غزا بلادنا . أدخلوا أفاعيهم ليعيثوا في الأرض الفساد وساهموا في الحرب بشكل مباشر عسكريا وامنيا واعلاميا قبل وبعد احتلال العراق في 2003 وانتهكوا أعراض الرجال قبل النساء وخطفوا الآلاف مع إفقار مقصود لمن يقف ضدهم ...
التفوا حول شعوبكم التي دمرها جحودكم واخرجوا اسودكم من المعتقلات واعيدوا من هاجروا او هجروا وستعود لكم كرامتكم والا فانتم المسؤولون عن تحول هذه الامة الى عبيد بايدي هؤلاء . ام انكم ولدتم اذلة لاتعرفون معنى عزة النفس والكبرياء ؟
منذ ان استلمتم حكم البلد ايها الصفويون الجدد اذقتمونا كل اشكال الموت والوانه . لكن اخطأ من تصور ان بإمكانه ابادتنا فنحن ننبت على هذا التراب ايمانا وكرما وبطولة وانتم لاتعلمون ان ارضنا تنجب العزة والاباء . انتم لاتعرفون اننا لانموت ابدا لان جذورنا تمتد حتى السماء فنحن حملة الراية الموعودون بالنصر من الله  ...
لقد قصفتكم عمائم الشياطين علنا ب( 14 ) صاروخ فردوها عليهم ان كنتم رجال!
انهم يبثون سمومهم علنا فقد جاء في العديد من الروايات والآثار المنسوبة إلى أئمة الشيعة الاثنى عشرية التي تحض على مقاطعة الكرد وعدم إقامة علاقات المصاهرة والتجارة معهم باعتبارهم قوما (من الجن كشف الله عنهم الغطاء) ويرجح العديد من الباحثين سبب صدور هذه الحكايات المفبركة إلى العداء التاريخي الذي نشأ بينهم على خلفية قيام صلاح الدين الايوبي بالقضاء على أكبر دولة شيعية في التاريخ الإسلامي (الفاطمية – العبيدية) عام 567هـ واعادة مصر إلى حظيرة الاسلام ... وعن جعفر الصادق المتوفى سنة 148هـ . حيث روى في (الجزء 5 الصفحة 158 عن (أبى الربيع الشامي) قال : سألت أبا عبد الله (جعفر الصادق) عليه السلام فقلت : إن عندنا قوما من الأكراد لا يزالون يجيئون بالبيع فنخالطهم ونبايعهم ؟ قال : يا أبا الربيع ان الأكراد قوم من الجن كشف الله عنهم الغطاء فلا تخالطوهم . وجاء في كتاب (تهذيب الاحكام) للطوسي في الجزء (7) ص 11 ما نصه : حدثني أحمد بن إسحاق أنه كتب إلى (أبي محمد) يسأله عن الأكراد فكتب إليه : لا تنبهوهم إلا بحر السيف (أي القتل) وجاءت كلمة (حر) في لسان العرب لأبن منظور بمعنى ان القتل اشتدَّ . وفي رواية للحر العاملي المتوفى سنة 965هـ/1586م في كتابه ( الفصول المُهمّة) سُئل الصادق عليه السلام عن سبي الأكراد هل يحل نكاحهم وشراؤهم ؟ قال : نعم .
وبعد ان سلمتهم الولايات المتحدة السلطة قال جلال الدين الصغير ان الكرد هم المارقة المذكورون في كتب الملاحم والفتن الذين سينتقم منهم الإمام المهدي حال ظهوره وذكر في محاضرة له إن أول حرب سيخوضها ستكون مع أكراد العراق حصراً .هذه الروايات موجودة حتى الان في كتبهم وتدرس في حوزاتهم العلمية حتى وقت كتابة هذا المقال  ...
هل ينفع مع هؤلاء الدبلوماسية والكلام أم الضرب بالحسام ؟
يقول الكاتب الأمريكي تريتا بارسي ان إيران وإسرائيل ليستا في صراع كما يتخيل الكثيرون كون المصالح الإستراتيجية بينهم تحكمها البراغماتية بعيدًا عن أي خطاب أيديولوجي . والعلاقات استمرت في العديد من المجالات حيث كانت حكومة " تل ابيب " هي المصدر الأول لامدادهم بالسلاح في الفترة من 1980 إلى 1985 وذكرت صحيفة هاآرتس في تقرير داخلي لوزارة الدفاع انه تم تزويد إيران بـ 58000 قناع للغازات السامة من شركة شانون للصناعات الكيماوية كذلك كشفت عن وجود صلات تجارية سرية بين طهران و200 شركة إسرائيلية وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هنالك علماء فيزياء من البلدين يعملون سويا ضمن مشروع مشترك في مركز سيسامي الدولي للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط . ومن أشهر الصفقات التي كشفت عام 1986 المعروفة بفضيحة إيران كونترا وايران كيت كذلك قيام ضابط سابق ورجل أعمال إسرائيلي يدعى ناحوم مانبار في بيع أسرار ومعدات عسكرية لإيران تمكنها من صنع سلاح كيماوي وتعاون مع بعض تجار السلاح الإسرائيليين ببيع قطع غيار لطائرات عسكرية مقاتلة متجاوزين في ذلك العقوبات المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي  .
واكد وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق ديفيد كيمحي في 22 تشرين الأول من العام 2004 إنّه كان لدينا تخوّف هائل من نتيجة حرب العراق مع إيران . وقال : ان أمن إسرائيل كان مهددًا وكنا على يقين أنّ الأسلحة المقدمة من جانبنا لإيران لا يمكن أن تستخدم يومًا ضدنا . المصدر ( الكاتب الأمريكي الإيراني المولد تريتا بارسي ) وفي زيوريخ التقى المسؤولون الإيرانيون بالإسرائيليين لإبرام صفقة أسلحة واتفاق سيسمح للفنيين بتدريب الجيش الإيراني ويوضح أن بعض المستشارين زاروا جبهة القتال ليقيموا القدرات والحاجات التي لدى الجيش الإيراني . ويؤكد الكاتب انه في يوم 7 تموز 1981 قام سرب من ثماني طائرات إسرائيلية F- 16S وست مقاتلات من طراز F- 15S بالانطلاق من قاعدة في عتصيون لتنفيذ ما عرف باسم عملية أوبرا . وكان الهدف تدمير المفاعل النووي العراقي الذي يعمل بالبلوتونيوم وذلك بفضل الصور والخرائط الإيرانية التي قدمت وفقًا لصحيفة صنداي تليجراف في لندن حيث كان قد تمّ التنسيق له قبل شهر واحد في اجتماع عقد في فرنسا بين مسؤول إسرائيلي كبير وممثل عن الخميني  .
هذا كل الذي جرى عندما تشاجر الإخوَة في الوَطَن الكَبير فَاختَلَفوا وَبَدَأت الحِكايَة ومَزَقوا الرايَة .
قَطَعَ هذا قِطعَة وذاكَ قَضمَة وَآخَر لُقمَة وَغَيَروا الغايَة . هذا الذي حَصَلَ لَما تَرَكوا طَريق الهِدايَة . وَكُلاٍ اتخذ لنفسهِ حَديثاً وآية . شعوب تَنَصَرت وأخرى تَهَودت والمَجوس جَعلوا مِنَ الدين هِواية . ولما نَشروا الشِرك والفُجور والغوايَة فُتِحَت عَلينا أبوابَ الجَحيم والرَزايا ... وَذنبنا إنا سَكتنا مِنَ البداية . قادة ومُلوك يَحكُمون بِلا درايَة . هكَذا هي الأوامر والوَصايا . كُتبَ عَلينا القِتال حَتى النِهايَة . وأخيراً إنساقَ لَها الجَميع وانتهَت الرِوايَة ...
( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ  )