بقلم آفاق صالح


خوض غمار التقاليد أشد ضراوة من خوض معترك السياسة ،

لذا وراء قصة نجاح كل امراة  حرب خاضتها حتى تبوأت اول باية من السُلم وصولاً لذلك النجاح ، قد تكون تلك الحرب ظاهرة أو كامنة لإن التقاليد لا تُفرض بوقت آني فقط وإنما يتم أدلجتها منذ الصغر لتجتاح الحيوات اللاوعية للإنسان  ، حتى يمسي الصراع أمر لابد منه حتى بلوغ الهدف .

لايسعنا إنكار سطوة الفكر القبلي على العراق عامة وهو من منطلق ديني يستند في جزء منه على أساس قطعي ومتين بإعطاء القوامة كاملة للرجل ، وما التقاليد في اجزائها المتبقية الا سنن وضعت وطُبقتْ في عصر معين وفقاً للمشهد العام الذي يتماهى مع الفكر العربي على الأغلب ، الا إن حضارة عريقة كبلاد الرافدين ،انطلقت عظمتها من رحم امرأة فكانت اول الهة تكتشف الزراعة امراة ثم عمرت فأبتكرت الجنائن المعلقة ثم انتشت فأبتكرت الشِعر (انانا )، وتربعت على عرش الحب (عشتار ) وعلى عرش الحكمة (سمير أميس ) ،من الصعب ان تُحنط  المرأة فيها في قالب ايدلوجي وهي تمتلك في جيناتها شرارة الإبداع وهي لاتشتبك بما هو مطلوب منها والذي يستند بدوره لأيدلوجية مفروضة ، لكون تلك الايدلوجية تراث قابل للتعديل بشكل وسطي لايتطرف للتشدد او الى العلمانية ،

وكما قالت استاذة الأدب الانكليزي المقارن في جامعة القاهرة اميمة ابو بكر " النسوية الإسلامية تقرأ التراث بفكر ناقد وتقرأ الحركة النسوية بشكل ناقد " فيتمخض عن ذلك ايدلوجية مستحدثة تخدم ابداع المراة بما يتناسب والمعايير الإنسانية بالدرجة الاولى ثم الايدلوجية السائدة وتحديداً في جزئها المتضمن التعاليم  الدينية ، هذا الفكر الوسطي هو مايخدم المراة التي حصلت على حق التكريم في جميع الكتب السماوية ...



اليوم_العالمي_للمراة