علي الجنابي – بغداد

هنالكا....
في عبقِ حدائق " الحدث" الغنّاء...
القلم يتأقلمُ ميّالاً لنسائمها فيَتَنَشَّقَ ويستريح،
والمداد يتمدَّدُ سيّالاً لرسائِمها فيَتَعَشَّقُ ويسيحُ،
فلا نَهْراً من رقيبٍ في الحدائق ينهرُهُ، ولا قهراً من نقيبٍ في الوثائق يقهرُهُ ولعَبَرَاتِ وحقائقِ الحرفِ يستبيح.
هناكا...
ترى حروفَنا تَخُطُّ سطورها ببيانٍ نقيٍّ نديٍّ زكيٍّ فصيح،
فتراها تتبخترُ لتجنحَ وتمدحَ وتفرحَ لكلِّ معروفٍ فليح،
وتراها تتمخترُ لتلجمَ وتحجمَ وترجمَ كلَّ نُكرٍ قبيح،
في ربوع "الحدث"...
 لامساومةَ للرأي ولا تأخيرَ في النشر ولا ترشيح، ولا توجيهاً قسرياً للمداد إذ هو في الحدائق يجري ويسري، ولا تلويح.
القلم في حدائق" الحدث" يتمشّى بإنشراحٍ كما يشاءُ وبهناءٍ يتخطّى، ويتنشّى بإرتياحٍ كما يشاء وببهاءٍ يتمطّى ، فينثرَ الحرف الحرَّ الفصيح .
لا حاجةَ لقلمِي أن يُلقيَ معاذيره ل " الحدث"كي يمرِّرَ ما يشاءُ من رأيٍ غليظٍ أو أفقٍ صريح. وأرى قلمي في ربوع "الحدث" يقعد اينما شاء في ظلِّ تلالها الفسيح، وأراه تارةً على الأكاذيب يشاغبُ، وتارةً للأعاجيب يداعبُ، وثالثةً يلاعبُ أنامله بتهليلِ وتسبيح.
قلمي أراه متى ماشاءَ في حيفِ المخادعةِ يصرخُ ، وفي زيفِ الموادعة متى ماشاءَ يصيح، فلا ناهرَ من" الحدث" ينهرهُ بكلمةٍ من تجريح، ولا قاهرَ يقهرُهُ بغليظ حرفٍ، ولا بتلميح.
الأقلام في حدائق" الحدث"تتألّقُ وتستريحُ، والأمِدَّةُ تترقرقُ كما تشاء وتسيحُ.
واليوم...
قِمنٌ على قلمِي أن ينثرَ ثناءه في سماء "الحدث"والمديح،
ثناءٌ غيرُ متكلِّفٍ ولا متزلِّفٍ، ومديحٌ وفيٌّ عَفْويّ بلا تشذيبٍ للنحو ولا تنقيح.
ألا يا دار "الحدث"...
إلى أمام، نحوَ عشرةٍ وعشراتٍ بالألقِ متتابعاتٍ وللأخبار توضيح ،
وبصهوٍ للأنباءِ وكشّافٍ بتشريح ،
وبزهوِ كادرٍ ل"الحدث" أصيلٍ صبيح، نبيلٍ مليح ، كادرٌ إمتلكَ بيدهِ المفاتيحَ، مفاتحَ الإعلام الحصين المحترم الصحيح.
عشرة على عشرة وكل عام وأنتم بخير.