رند علي الأسود / العراق / بغداد
يقول إحسان عبد القدوس في رواية الخيط الرفيع : شيء اسمه الحب... وشيء اسمه: غريزة التملك.. وبين الحب وغريزة التملك خيط رفيع.. رفيع جداً.. إذا ما تبينته تكشف لك الفارق الكبير!! إن الحب عاطفة قد تسمو بك دائماً إلى مرتبة الملائكة.. والتملك غريزة تنحط بك دائماً إلى مرتبة الحيوان.. الحب يدفعك إلى أن تضحي بنفسك في سبيل من تحب.. وغريزة التملك تدفعك دائماً إلى أن تضحي بغيرك في سبيل نفسك.. وعندما تحب تغار لمن تحب.. تغار لسعادته وراحته وسلامته.. والتملك يجعلك تغار لنفسك.. لسعادتك.. وراحتك وسلامتك.. وشهوتك! الحب عطاء.. سخاء! والتملك أخذ.. أنانية! ..
في يومياتي العادية يصادفني العديد من الأشخاص (المتملكون) والمتملك هنا هو الشخص الذي يرغب بشدة بامتلاك شيء ما قد يكون مادي او حتى مشاعر شخص ، اصغي لحديثهم وانا ابتسم فالناس جبلو على كره المختلف فلا فائدة من شرح الفارق الكبير بين الحب و التملك .
يبدو ان قصص الحب الحقيقية هي نادرة نوعاً ما فأكثر القصص التي كتبها الكُتاب منذ الأزل إما ان تنتهي بالزواج اوالفراق او الموت ! لكن نادراً ما ركز كُتابها على ( التضحية في سبيل سعادة المحبوب) ، دائماً كانت النهايات في نظرهم الزواج الذي هو الرابط المقدس مدى الحياة او الحديث عن الم الفراق او الموت في حال تزوجت المحبوبة شخص آخر غير الحبيب يجن هذا العاشق او ينتحر مثلما حدث في مسرحية روميو وجوليت للعبقري شكسبير . وكأن قانون الإنانية في النفس البشرية ان احصل على ماأريد او أموت دونه
إنه أمر محزن. يبدو الحب شيئًا لطيفًا ، لكنه في الواقع "
يكون قاسيًا للغاية عندما تجربه
(شكسبير من مسرحية روميو وجوليت )
لكن ماذا لوكانت سعادة المحبوب في مكان آخر مع شخص آخر ؟ وهل يعني هذا نهاية الحب؟ ماذا بعد الحب ؟
بالطبع لا ( الحب الحقيقي هو كما قال صاحب أنا حرة :
يدفعك إلى أن تضحي بنفسك في سبيل من تحب) والتضحية هنا بالنفس لها عدة أوجه لكن أهمها هي التخلي عن الانانية ، التخلي عن الرغبة بالاستحواذ .
دائماً تصدمنا بعض العلاقات القوية التي تنهار في لحظات لأي سبب من امور الدنيا لكننا نكتشف ان الطرفين او احدهم توقف عن حب الآخر . في رأي ان هذا لم يكن حباً بل غريزة تملك ، العجز عن التملك يدفع الطرفين او احدهم الى التخلي لكن الحب الحقيقي يستمر داخل الروح مهما بعدت المسافات ومهما كان الفراق عظيماً .
ومن قصص الحب الحقيقية التي لم تكلل بالزواج لكنها كانت من أنبل أنواع الحب هي قصة الشاعر أحمد رامي لأم كلثوم
" ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني".. كانت هذه الأغنية الأخيرة التي كتبها أحمد رامي لأم كلثوم، بعد 137 أغنية كتبها لكوكب الشرق دون مقابل، فهو يرى أن كلماته أثمن من أي أموال قد يُجنيها من وراء حب عمره، لينتصر الفن بأعمال فنية حققت نجاحًا غير مسبوق، ويُهزم الحب بعد أكثر من 50 عامًا قضاها "رامي" ما بين بكاء وآلام وشجن، عجز فيها أن ينجو بقلبه من قصة حب كان الرابح الوحيد منها هو الفن.
"هفضل أحبك من غير ما أقولك.. إيه اللي حير أفكاري، لحد قلبك ما يوم يدلك.. على هواي المداري".. كتبها أحمد رامي ليعبر بها عن حبه لأم كلثوم من طرف واحد، فهي لم تبادله المشاعر نفسها، حيث أعربت خلال عدة لقاءات أنها تُحب رامي الشاعر وليس الرجل، حيث كانت تصفه دائمًا بأنه "شاعرها الذي يحترق لينير طريقها"،
ورغم زواج "رامي" وإنجابه أطفالا إلا أنه كان لا يخجل في التعبير عن حبه للست ورفض الشاعر أن يتقاضى أجرًا ثمنًا لأغانيها التي يؤلفها، مبررًا ذلك بأنه يحبها، قائلًا: "إنني أحب أم كلثوم كما أحب الهرم، لم ألمسه، ولم أصعد إليه، لكني أشعر بعظمته وشموخه، وكذلك هي"، إلا أنها اتهمته بالجنون قائلة له: "أنت مجنون لأنك لا تأخذ ثمن أغانيك" فردّ عليها: "نعم، أنا مجنون بحبك، والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعت أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنى بها"! ..
ما بعد الحب حب ! فالحب الحقيقي هو ذلك الذي تتجلى فيه كل مشاعر الود والهيام متزامنة مع كثير من الأمور الأخرى كالإحترام، والتقدير ، المشاعر الحقيقية لاتنتهي وان تنتهي العلاقات يتغذى الحب على راحة وسعادة المحبوب حتى وان قطعت خيوط التواصل ، وكما يقول نزار قباني (سأحضنُ خوفَك وسيعلم الجمعُ الذي ضمّه عالمنا أني خيرُ من أخلص في حبِّك).
يقول إحسان عبد القدوس في رواية الخيط الرفيع : شيء اسمه الحب... وشيء اسمه: غريزة التملك.. وبين الحب وغريزة التملك خيط رفيع.. رفيع جداً.. إذا ما تبينته تكشف لك الفارق الكبير!! إن الحب عاطفة قد تسمو بك دائماً إلى مرتبة الملائكة.. والتملك غريزة تنحط بك دائماً إلى مرتبة الحيوان.. الحب يدفعك إلى أن تضحي بنفسك في سبيل من تحب.. وغريزة التملك تدفعك دائماً إلى أن تضحي بغيرك في سبيل نفسك.. وعندما تحب تغار لمن تحب.. تغار لسعادته وراحته وسلامته.. والتملك يجعلك تغار لنفسك.. لسعادتك.. وراحتك وسلامتك.. وشهوتك! الحب عطاء.. سخاء! والتملك أخذ.. أنانية! ..
في يومياتي العادية يصادفني العديد من الأشخاص (المتملكون) والمتملك هنا هو الشخص الذي يرغب بشدة بامتلاك شيء ما قد يكون مادي او حتى مشاعر شخص ، اصغي لحديثهم وانا ابتسم فالناس جبلو على كره المختلف فلا فائدة من شرح الفارق الكبير بين الحب و التملك .
يبدو ان قصص الحب الحقيقية هي نادرة نوعاً ما فأكثر القصص التي كتبها الكُتاب منذ الأزل إما ان تنتهي بالزواج اوالفراق او الموت ! لكن نادراً ما ركز كُتابها على ( التضحية في سبيل سعادة المحبوب) ، دائماً كانت النهايات في نظرهم الزواج الذي هو الرابط المقدس مدى الحياة او الحديث عن الم الفراق او الموت في حال تزوجت المحبوبة شخص آخر غير الحبيب يجن هذا العاشق او ينتحر مثلما حدث في مسرحية روميو وجوليت للعبقري شكسبير . وكأن قانون الإنانية في النفس البشرية ان احصل على ماأريد او أموت دونه
إنه أمر محزن. يبدو الحب شيئًا لطيفًا ، لكنه في الواقع "
يكون قاسيًا للغاية عندما تجربه
(شكسبير من مسرحية روميو وجوليت )
لكن ماذا لوكانت سعادة المحبوب في مكان آخر مع شخص آخر ؟ وهل يعني هذا نهاية الحب؟ ماذا بعد الحب ؟
بالطبع لا ( الحب الحقيقي هو كما قال صاحب أنا حرة :
يدفعك إلى أن تضحي بنفسك في سبيل من تحب) والتضحية هنا بالنفس لها عدة أوجه لكن أهمها هي التخلي عن الانانية ، التخلي عن الرغبة بالاستحواذ .
دائماً تصدمنا بعض العلاقات القوية التي تنهار في لحظات لأي سبب من امور الدنيا لكننا نكتشف ان الطرفين او احدهم توقف عن حب الآخر . في رأي ان هذا لم يكن حباً بل غريزة تملك ، العجز عن التملك يدفع الطرفين او احدهم الى التخلي لكن الحب الحقيقي يستمر داخل الروح مهما بعدت المسافات ومهما كان الفراق عظيماً .
ومن قصص الحب الحقيقية التي لم تكلل بالزواج لكنها كانت من أنبل أنواع الحب هي قصة الشاعر أحمد رامي لأم كلثوم
" ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني".. كانت هذه الأغنية الأخيرة التي كتبها أحمد رامي لأم كلثوم، بعد 137 أغنية كتبها لكوكب الشرق دون مقابل، فهو يرى أن كلماته أثمن من أي أموال قد يُجنيها من وراء حب عمره، لينتصر الفن بأعمال فنية حققت نجاحًا غير مسبوق، ويُهزم الحب بعد أكثر من 50 عامًا قضاها "رامي" ما بين بكاء وآلام وشجن، عجز فيها أن ينجو بقلبه من قصة حب كان الرابح الوحيد منها هو الفن.
"هفضل أحبك من غير ما أقولك.. إيه اللي حير أفكاري، لحد قلبك ما يوم يدلك.. على هواي المداري".. كتبها أحمد رامي ليعبر بها عن حبه لأم كلثوم من طرف واحد، فهي لم تبادله المشاعر نفسها، حيث أعربت خلال عدة لقاءات أنها تُحب رامي الشاعر وليس الرجل، حيث كانت تصفه دائمًا بأنه "شاعرها الذي يحترق لينير طريقها"،
ورغم زواج "رامي" وإنجابه أطفالا إلا أنه كان لا يخجل في التعبير عن حبه للست ورفض الشاعر أن يتقاضى أجرًا ثمنًا لأغانيها التي يؤلفها، مبررًا ذلك بأنه يحبها، قائلًا: "إنني أحب أم كلثوم كما أحب الهرم، لم ألمسه، ولم أصعد إليه، لكني أشعر بعظمته وشموخه، وكذلك هي"، إلا أنها اتهمته بالجنون قائلة له: "أنت مجنون لأنك لا تأخذ ثمن أغانيك" فردّ عليها: "نعم، أنا مجنون بحبك، والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعت أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنى بها"! ..
ما بعد الحب حب ! فالحب الحقيقي هو ذلك الذي تتجلى فيه كل مشاعر الود والهيام متزامنة مع كثير من الأمور الأخرى كالإحترام، والتقدير ، المشاعر الحقيقية لاتنتهي وان تنتهي العلاقات يتغذى الحب على راحة وسعادة المحبوب حتى وان قطعت خيوط التواصل ، وكما يقول نزار قباني (سأحضنُ خوفَك وسيعلم الجمعُ الذي ضمّه عالمنا أني خيرُ من أخلص في حبِّك).
0 تعليقات
إرسال تعليق