علاء الشموس
ربما أغلبنا يتسائل هل للكتاب الورقي مستقبل في ظل التقدّم الحاصل في التكنولوجيا ؟ أم سينقرض تدريجياً وسوف يُعتمد على ال pdf والكتب الصوتية ؟!
لا شك أننا في مرحلة خطرة وقد يقع الخطر على مستوى المنطقة العربية بصورة خاصة خاصتاً في الآونة الأخيرة ونحن نرى سوق الكتاب الورقي يتراجع تنازلياً من فترة إلى أخرى وإذا ما قارنا المواطن العربي الذي خرج في استبيان أخير مثالاً: متوسط قراءة الأوربي 200 ساعة سنوياً بينما متوسط قراءة العربي 2 دقيقة سنويا وإن الأوربي متوسط قرائته 70 كتاباً سنوياً بينما العربي يقراً فقط صفحتين سنوياً... والخ من هذه الإحصائيات. يُقال إن هذه الآراء قديمة كانت قد جريت بعد مرحلة الهدم ( 2003) وأن آخر أستبيان يوضح أن الشاب العربي يقرأ أكثر من كتاب خلال السنة الواحدة ذلك في السنوات السبعة الأخيرة ،
أنا شخصياً كان قد شغلني هذا الموضوع طول فترات سابقة حتى قبل أن أقوم بكتابة أول عمل روائي لي وكنت في دوامة من الخروج في عمل مطبوع أو أن يُترك في ركن منسي يتغذى على الأتربة ،ولم تكن هذا المسألة سهلة حين التفكير ، فالشروع في عمل مطبوع شيء عظيم لا يقدر بشيء وكذلك بالنسبة للقارئ الذي يتذوق نكهة الورق ، ولنكن واضحين كم هي نسبة القرّاء التي تفضل الورق الآن وكم ستصبح بعد عدد من السنوات ،ذلك يتناسب مع تطور التكنولوجيا ودخولها في مراحل متقدمة قد لا تحتاج إلى أي آلة طابعة ، أنا شخصياً لم يتركني القلق من هذا الصراع الخطير كوني كاتباً قد يفكر أن تصل الكلمات المرئية لكن ورقياً أفضل من أن تكون إلكترونية فهذا حق مشروع كأن تكون طبخة لا تستوي إلا على نكهة ما ، فالورق مذاق لا يستطعم به إلا من يدرك أهميته وله ذوق خاص ، كما لن أنكر خوفي هذا عندما طرحت فكرتي هذه في روايتي الأولى المطبوعة ( حلوى الإيدز ) عندما ذكرت في طياتها قائلاً " جلست مترنحاً على كرسي قديم أتصفح هاتفي الحزين الذي يحمل ابتسامة عائلتي في الصور وبعض عناوين وطننا العربي الجريح !
هاتف صغير بذكاء لعين، يبصق مصمم هذا الجهاز تلك التكنولوجيا أمام أعيننا وتتغلّب علينا حيث تتلاعب بنا !! تتلاعب وتفرز هنا وهناك خبراً مفرحاً وآخر حزيناً، يا للهول كيف لهذه التفاصيل أنّ تصل بهذه السرعة أمام نظراتي لشاشة عاجزة مثلاً أن تأكل أو تحتسي مشروباً لكنها تعرض الصوت والصورة معاً ،وأنا أمسك قلماً وورقة أكتب قليلاً ثم أمسح ، أفتقد أن أكتب أحداثاً سعيدة كما في دراميات القصص وكلاسيكية التفاصيل ، هنا تسرق التكنولوجيا العناوين الورقية في المجلات! كم يبدو هذا غريباً عندما تنتهي مسيرة الجرائد وكل هؤلاء المترقبين لتلك العناوين الانفجارية الملونة والمزخرفة رغم أن بعض عناوينها دامية ،مع ذلك كان وصلوها باليد له طعم آخر ،هنا تسرق التكنولوجيا الحب الذي يحمله طائر محمل بالمشاعر والمشكلات والخطط "
وتبقى هذه المشكلة واقعية يعاني منها الكُتاب في قلة الإقبال والانصراف على القراءة الورقية، بيد إن هناك خلل جسيم وهو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وتلك القرصنة التي شغلت الناس عن الكثير من السلوكيات الإيجابية أمام الطغيان الإلكتروني وسرقت حقوق تلك المطبوعات لتصبح متوفرة بكل سهولة إلكترونياً ، وبسبب انشغال الناس بالعمل الذي يؤمن لهم العيش الكريم والأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب سبب رئيس للذهاب إلى تلك الملفات الإلكترونية ، هذا التقدم التقني الذي طال عالم الطبع والنشر والمكتبات جعل مستقبل الورق في خطر ، ولا أتصور أنما سنتخلص من هذا الهجوم الذ يتعرض له الكتاب الورقي الذي تتبناه الأجيال الجديدة وتعتبره الرهان الرابح والطريقة الأسهل للحصول على مبتغاهم ، مع ذلك يوجد العديد من المهتمين الذي يرى أغلبهم مرحلة أن ينتهي الكتاب الورقي لا يزال بعيداً خاصة في بلاد العالم الثالث الذي يعيش وفق منظومات ثقافية رصينة تجد في الورقي مسرحاً لا بديل عنه ، لكن كل الخوف من أن تتقلص تلك المكتبات المنزلية التي بها نسبة كبيرة فقط للديكور في منازل الميسورين وذلك الإقبال على المكتبات في السوق أصبح في تراجع كبير في الآونة الأخيرة يجعلنا نتسائل دوما هل الكتاب الورقي سيبتلعه الحوت ؟!...
ربما أغلبنا يتسائل هل للكتاب الورقي مستقبل في ظل التقدّم الحاصل في التكنولوجيا ؟ أم سينقرض تدريجياً وسوف يُعتمد على ال pdf والكتب الصوتية ؟!
لا شك أننا في مرحلة خطرة وقد يقع الخطر على مستوى المنطقة العربية بصورة خاصة خاصتاً في الآونة الأخيرة ونحن نرى سوق الكتاب الورقي يتراجع تنازلياً من فترة إلى أخرى وإذا ما قارنا المواطن العربي الذي خرج في استبيان أخير مثالاً: متوسط قراءة الأوربي 200 ساعة سنوياً بينما متوسط قراءة العربي 2 دقيقة سنويا وإن الأوربي متوسط قرائته 70 كتاباً سنوياً بينما العربي يقراً فقط صفحتين سنوياً... والخ من هذه الإحصائيات. يُقال إن هذه الآراء قديمة كانت قد جريت بعد مرحلة الهدم ( 2003) وأن آخر أستبيان يوضح أن الشاب العربي يقرأ أكثر من كتاب خلال السنة الواحدة ذلك في السنوات السبعة الأخيرة ،
أنا شخصياً كان قد شغلني هذا الموضوع طول فترات سابقة حتى قبل أن أقوم بكتابة أول عمل روائي لي وكنت في دوامة من الخروج في عمل مطبوع أو أن يُترك في ركن منسي يتغذى على الأتربة ،ولم تكن هذا المسألة سهلة حين التفكير ، فالشروع في عمل مطبوع شيء عظيم لا يقدر بشيء وكذلك بالنسبة للقارئ الذي يتذوق نكهة الورق ، ولنكن واضحين كم هي نسبة القرّاء التي تفضل الورق الآن وكم ستصبح بعد عدد من السنوات ،ذلك يتناسب مع تطور التكنولوجيا ودخولها في مراحل متقدمة قد لا تحتاج إلى أي آلة طابعة ، أنا شخصياً لم يتركني القلق من هذا الصراع الخطير كوني كاتباً قد يفكر أن تصل الكلمات المرئية لكن ورقياً أفضل من أن تكون إلكترونية فهذا حق مشروع كأن تكون طبخة لا تستوي إلا على نكهة ما ، فالورق مذاق لا يستطعم به إلا من يدرك أهميته وله ذوق خاص ، كما لن أنكر خوفي هذا عندما طرحت فكرتي هذه في روايتي الأولى المطبوعة ( حلوى الإيدز ) عندما ذكرت في طياتها قائلاً " جلست مترنحاً على كرسي قديم أتصفح هاتفي الحزين الذي يحمل ابتسامة عائلتي في الصور وبعض عناوين وطننا العربي الجريح !
هاتف صغير بذكاء لعين، يبصق مصمم هذا الجهاز تلك التكنولوجيا أمام أعيننا وتتغلّب علينا حيث تتلاعب بنا !! تتلاعب وتفرز هنا وهناك خبراً مفرحاً وآخر حزيناً، يا للهول كيف لهذه التفاصيل أنّ تصل بهذه السرعة أمام نظراتي لشاشة عاجزة مثلاً أن تأكل أو تحتسي مشروباً لكنها تعرض الصوت والصورة معاً ،وأنا أمسك قلماً وورقة أكتب قليلاً ثم أمسح ، أفتقد أن أكتب أحداثاً سعيدة كما في دراميات القصص وكلاسيكية التفاصيل ، هنا تسرق التكنولوجيا العناوين الورقية في المجلات! كم يبدو هذا غريباً عندما تنتهي مسيرة الجرائد وكل هؤلاء المترقبين لتلك العناوين الانفجارية الملونة والمزخرفة رغم أن بعض عناوينها دامية ،مع ذلك كان وصلوها باليد له طعم آخر ،هنا تسرق التكنولوجيا الحب الذي يحمله طائر محمل بالمشاعر والمشكلات والخطط "
وتبقى هذه المشكلة واقعية يعاني منها الكُتاب في قلة الإقبال والانصراف على القراءة الورقية، بيد إن هناك خلل جسيم وهو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وتلك القرصنة التي شغلت الناس عن الكثير من السلوكيات الإيجابية أمام الطغيان الإلكتروني وسرقت حقوق تلك المطبوعات لتصبح متوفرة بكل سهولة إلكترونياً ، وبسبب انشغال الناس بالعمل الذي يؤمن لهم العيش الكريم والأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب سبب رئيس للذهاب إلى تلك الملفات الإلكترونية ، هذا التقدم التقني الذي طال عالم الطبع والنشر والمكتبات جعل مستقبل الورق في خطر ، ولا أتصور أنما سنتخلص من هذا الهجوم الذ يتعرض له الكتاب الورقي الذي تتبناه الأجيال الجديدة وتعتبره الرهان الرابح والطريقة الأسهل للحصول على مبتغاهم ، مع ذلك يوجد العديد من المهتمين الذي يرى أغلبهم مرحلة أن ينتهي الكتاب الورقي لا يزال بعيداً خاصة في بلاد العالم الثالث الذي يعيش وفق منظومات ثقافية رصينة تجد في الورقي مسرحاً لا بديل عنه ، لكن كل الخوف من أن تتقلص تلك المكتبات المنزلية التي بها نسبة كبيرة فقط للديكور في منازل الميسورين وذلك الإقبال على المكتبات في السوق أصبح في تراجع كبير في الآونة الأخيرة يجعلنا نتسائل دوما هل الكتاب الورقي سيبتلعه الحوت ؟!...
0 تعليقات
إرسال تعليق