بلقيس خيري شاكر البرزنجي

استيقظت حنين عند أول بداية لبزوغ اشعة الشمس عند الافق ، كان لون الشمس يميل إلى الأحمر، وتخضب لون السماء بمسحات برتقالية وقرمزية وبنفسجية .
سمعت زقزقة العصافير في تناغم جميل كانها تلقي تحية الصباح عرفانا للشمس التي تغمرها بالدفء والضياء .
خرجت الى حديقة منزلها الريفي وتمشت حافية القدمين على الاعشاب الخضراء، فاح في الارجاء شذا عطور ازهار القداح، وراقها جمال الارض تحت اشجار البرتقال التي افترشت بازهار القداح البيضاء المتساقطة.
رفعت رأسها تنظر للسماء الصافية الا من بعض سحب الربيع، فانعكست اشعة الشمس على عينيها ذات اللون البندقي وشعرها البني فزادهما القاً وجمالاً ،
التفتت الى باحة جانبية حيث حظيرة الحيوانات شاهدت امها وهي تحلب المعزة، القت تحية الصباح عليها وهي تفكر مع نفسها : امي كالشمس مشرقة وتفيض محبة ودفء وحنان وطاقة ايجابية.
  اقتطفت باقة من ورد الجوري بعطور فواحة وعبير اخاذ باللون الزهري والاصفر والابيض ، وجمعت زهور القداح البيضاء المتناثرة تحت اشجار البرتقال وصنعت منها اكليلا لتزين به خصلات  شعرها  البني اللامع . بدأت تجري مسرعة   كالأطفال، حطت على كتفها حمامة بيضاء التفتت لها ووداعبت ريشها الناعم باناملها،
بدأت تدندن بلحن صباحي جميل.
ذهبت مسرعة لإعداد الفطور وهي تراقب ارتفاع الشمس من شباك المطبخ، حيث تناثرت خيوط الشمس كشعاع انعكس من لؤلؤة كبيرة في السماء ، رتبت المائدة في وسط الحديقة  وجلست تتناول الطعام مع امها ، اقتربت منها قطتها البيرشن (كاتي)، قدمت لها صحن فيه القليل من الحليب، ألقت نظرها بأتجاه زهور دوار الشمس حيث لازالت غير متفتحة ولكنها بعد ايام ستعانق بتلاتها الصفراء الزاهية اشعة الشمس الذهبية وستلاحقها اينما دارت في ملحمة عشق سرمدية.
هب النسيم العليل حيث امتزج شذا القداح باريج الجوري بعطر فواح يأخذ بالاحاسيس،
سمعت ضحكات الأولاد والبنات الصغار وهم في طريقهم إلى مدرسة القرية احست أنها تأخرت على دوامها في المدرسة، ارتشفت ماتبقى من الشاي في كوبها، ثم ودعت امها واسرعت الخطى وهي تحمل في يدها حقيبة صغيرة وكتاب و وزهور جوري صفراء اللون وهي تمشي بسرعة كي تصل إلى المدرسة قبل فوات الأوان كل هذا وهي تعكس لنا جمال الصباح في قريتها البهية.