عباس الغليمي
في يوم الخميس المصادف الثامن عشر من شهر سبتمبر لعام الفان وأربعة عشر وبالتحديد في الساعة التاسعة إلا ربع ليلاً بتوقيت بغداد حصل الحدث الذي هو من خيال العالم ومن واقع العراق. خرج الشاب ليث البالغ من العمر أربعة وعشرون عاماً من المنزل ذاهباً الى الأسواق ليشتري أغراض والوازم التي يحتاجها من أجل عقد قرانه المصادف يوم الجمعة أي بعد يوم من ذلك التاريخ. كانت ترافقهُ شقيقته فاطمة البالغة من العمر سبعة عشر عاماً . الفرح والسرور كان يعم على الشابان وذويهم وينتظرون شروق الشمس بفائق الصبر. المركبة تسير بالشقيقين في شوارع الكاظمية أحد مناطق العاصمة بغداد حتى وصلوا بالقرب من معسكر العدالة أو ما يعرف (بالشعبة الخامسة) مديرية الاستخبارات العسكرية . الشابان لا يعلمان بأن الموت يسير بجانبهم وهو مختبأ في أحد العجلات. عاجل وقع انفجار سيارتين مفخختين في مدينة الكاظمية شمال بغداد واسفرتا عن مقتل واصابة العشرات من المدنيين. سالت الدماء الزكية في المدينة المقدسة وانطفأت مصابيح مدينة السلام أنا لله وانا اليه راجعون قد أستشهد الشابان فاطمة وليث و ظلام الواقع اخفى أحلامهم التي كُتبت على سماء الأمل نعم ذُراع دجلة كان هو الأقرب عليهم ولكن ذُراع وادي السلام أطول أحتضنهم كنوارس تُحلق فوق ركب الشهداء. تم التعرف على جثة ليث من خلال الحذاء الذي كان يلبسه وجثة فاطمه عُرفت من المجوهرات المعلقة على أذُنيها قرطيها (التراجي). أشرقت الشمس وهي حزينة من منظر ليث وهو يرتدي الكفن الأبيض بدل من بدلة الخطوبة وبكت الشمس أيضاً عندما رأت فاطمه وهي تذهب للمقبرة وليس للمدرسة. ثمرتان انقطعت من شجرة العائلة والأبوين المسكينين لن يتمكنوا من تذوقهن بسبب فم الموت الأسرع بالتذوق الذي لا يشبع. جميع الأموات يُحبون الرجوع للحياة ولو ليوم واحد ومن ضمنهم الشهيدين فليث يُريد الرجوع لإكمال مشروع الزواج والجلوس مع الأصدقاء في الحي وتقبيل يد الأب والأم في الصباح فاطمه تحب الرجوع حتى تكمل خياطة فستان فرحتها بخطوبة أخيها، وتلعب على الحبل في حديقة المنزل ومن ثم النوم بجانب والدتها ولتجلس على رحلة المدرسة لا النوم بالقبر. أمنيات الموتى تدخل في قصبه مثقبه على هيئة هواء وتخرج على شكل صوت الحسرة والألم. أجسادُنا كالشموع تحترق ولا نسمع صراخ المظلومين والدموع أيضاً لا تنجد بل تُزيد الجراح سيأتي ذلك اليوم الذي نأخذ بهِ الولاعة من أيدي أصحاب التطرف والمصالح الخاصة لكي لا ينوروا طريقهم بشموعنا.
يا ليث ويا فاطمه بعد مرور تسعة سنوات من استشهادكم كُتبت هذه القصة ولازلنا نُضحي بألاف الشموع أمثالكم.
أرجوكم قولوا لله أن بلاد النهرين بحاجه إلى الشموع لان الظلام يتقرب منهم يوماً بعد يوم.
قصتكم كُتبت بيد جنوبية وقلم شمالي وخبر الغربي
في يوم الخميس المصادف الثامن عشر من شهر سبتمبر لعام الفان وأربعة عشر وبالتحديد في الساعة التاسعة إلا ربع ليلاً بتوقيت بغداد حصل الحدث الذي هو من خيال العالم ومن واقع العراق. خرج الشاب ليث البالغ من العمر أربعة وعشرون عاماً من المنزل ذاهباً الى الأسواق ليشتري أغراض والوازم التي يحتاجها من أجل عقد قرانه المصادف يوم الجمعة أي بعد يوم من ذلك التاريخ. كانت ترافقهُ شقيقته فاطمة البالغة من العمر سبعة عشر عاماً . الفرح والسرور كان يعم على الشابان وذويهم وينتظرون شروق الشمس بفائق الصبر. المركبة تسير بالشقيقين في شوارع الكاظمية أحد مناطق العاصمة بغداد حتى وصلوا بالقرب من معسكر العدالة أو ما يعرف (بالشعبة الخامسة) مديرية الاستخبارات العسكرية . الشابان لا يعلمان بأن الموت يسير بجانبهم وهو مختبأ في أحد العجلات. عاجل وقع انفجار سيارتين مفخختين في مدينة الكاظمية شمال بغداد واسفرتا عن مقتل واصابة العشرات من المدنيين. سالت الدماء الزكية في المدينة المقدسة وانطفأت مصابيح مدينة السلام أنا لله وانا اليه راجعون قد أستشهد الشابان فاطمة وليث و ظلام الواقع اخفى أحلامهم التي كُتبت على سماء الأمل نعم ذُراع دجلة كان هو الأقرب عليهم ولكن ذُراع وادي السلام أطول أحتضنهم كنوارس تُحلق فوق ركب الشهداء. تم التعرف على جثة ليث من خلال الحذاء الذي كان يلبسه وجثة فاطمه عُرفت من المجوهرات المعلقة على أذُنيها قرطيها (التراجي). أشرقت الشمس وهي حزينة من منظر ليث وهو يرتدي الكفن الأبيض بدل من بدلة الخطوبة وبكت الشمس أيضاً عندما رأت فاطمه وهي تذهب للمقبرة وليس للمدرسة. ثمرتان انقطعت من شجرة العائلة والأبوين المسكينين لن يتمكنوا من تذوقهن بسبب فم الموت الأسرع بالتذوق الذي لا يشبع. جميع الأموات يُحبون الرجوع للحياة ولو ليوم واحد ومن ضمنهم الشهيدين فليث يُريد الرجوع لإكمال مشروع الزواج والجلوس مع الأصدقاء في الحي وتقبيل يد الأب والأم في الصباح فاطمه تحب الرجوع حتى تكمل خياطة فستان فرحتها بخطوبة أخيها، وتلعب على الحبل في حديقة المنزل ومن ثم النوم بجانب والدتها ولتجلس على رحلة المدرسة لا النوم بالقبر. أمنيات الموتى تدخل في قصبه مثقبه على هيئة هواء وتخرج على شكل صوت الحسرة والألم. أجسادُنا كالشموع تحترق ولا نسمع صراخ المظلومين والدموع أيضاً لا تنجد بل تُزيد الجراح سيأتي ذلك اليوم الذي نأخذ بهِ الولاعة من أيدي أصحاب التطرف والمصالح الخاصة لكي لا ينوروا طريقهم بشموعنا.
يا ليث ويا فاطمه بعد مرور تسعة سنوات من استشهادكم كُتبت هذه القصة ولازلنا نُضحي بألاف الشموع أمثالكم.
أرجوكم قولوا لله أن بلاد النهرين بحاجه إلى الشموع لان الظلام يتقرب منهم يوماً بعد يوم.
قصتكم كُتبت بيد جنوبية وقلم شمالي وخبر الغربي
0 تعليقات
إرسال تعليق