شيماء عقيل
خلال عملي الوظيفي مرت علي مواقف واحداث ترسخ النظرة السطحية والظلم المجتمعي الذي تواجهه المراة مهما كان عمرها وظرفها الاجتماعي.
نظرة تنحصر (بقطعة قماش ) والحكم على المظهر والتغاضي عن المعدن والجوهر.
إليكم الحكاية :
في احدى الايام وأنا في مكتب احد مدراء الأقسام ( المتزمتين دينياً) كنت اسلم مذكرة تخص العمل فأذا به يبدأ خطبته العصماء دون انقطاع عن العفة والطهارة والاقتداء ببنات اهل البيت واهمية الحجاب والنقاب والجلباب وان المراة عورة ومطمع وفتنه وربما سلاح تدمير شامل وعليها ان تطهر نفسها وتغطي كل سنتمتر في جسدها كي لا يطمع بها الرجل المسكين الذي يكون مضطراً للانحدار الى الموبقات والمعاصي والانحلال بسبب بعض الشعرات التي تخرج ربما دون قصد من حجاب امرأة فهو لا يستطيع ان يتحكم بشهواته وهرموناته ، فكم انتِ شريرة ايتها المراة فأنتِ سبب الحروب والمجاعات والمذابح والمقابر الجماعية والتصحر والفساد والاحتباس الحراري والتلوث البيئي وثقب الأوزون وهيروشيما وناكزاكي وحتى تسونامي وربما خروج مصر من كاس العالم .
وبالصدفة دخلت الى الغرفة واقتطعت خطبته العصماء احدى الموظفات التي اعرفها جيد تمام المعرفة ، فرحب وهلل ووقف رافعاً يديه متضرعاً الى السماء ان يحفظها ويديم عليها طهارتها وعفتها وتمسكها بدينها وتعاليمه فهي ترتدي الحجاب والجلباب والنقاب وكل ما هو ( ستر ) وأخذ يشير اللي وينصحني بكل أبوية ان اضبط حجابي ومظهري وان اقتدي بها بالتزامها وتدينها .
ولكن هذه الموظفة هي اكثر الموظفات في الشركة تأخذ الرشوى وتغناب الناس وتعطل البريد وتبتز المواطنين ولا يسلم احد من لسانها ، فهل علي ان اقتدي بها وأنا ادرك معدنها.
خرجت من الغرفه دون ان انبس بكلمه لأني على يقين ان اي نقاش مع شخص كهذا سيكون حواراً عقيماً دون جدوى.
سردت ما حدث الى زميلة لي بالعمل لا ترتدي الحجاب فقالت لي انها تسمع الخطب العصماء كل يوم دون كلل او ملل وفي بعض الأحيان من اشخاص لا يفهون من الدين سوى " ان الرجال قوامون على النساء " وان للذكر مثل حظ الأنثيين ، ومثنى وثلاث ورباع " وكان الإسلام جاء ليشبع غريزه الرجل وينصره ويجعلها المتحكم في كل النساء دون استثناء .
لم يأخذو من البحر الواسع سوى قشر سمكه.
عدت الى المنزل واتصلت بابنه خالتي الطبيبة النسائية التي تحمل عدد من شهادات الدكتوراه والاختصاصات ما لا يكفي ان يوضع على حائط كبير
وبعد ان رويت لها ما حصل ضحكت وقالت لي دعيني أزيدك من الشعر بيتاً ، فهي تعمل في مستشفى للولاده فتضطر في بعض الايام الى البقاء لغايه الفجر ليصادف وقت خروجها من المستشفى باتجاه سيطرة المنطقة مع نفس موعد خروج الراقصات في الملهى الليلي المشبوه القريب من المستشفى وكانو يرتدون عند خروجهن حجاب وجلباب وفي بعض الأحيان نقاب يخفي كل ما تحته بينما ترتدي الطبيبة قميصاً عادياً وبنطلوناً واسعاً وحجاباً بسيطاً دون تكلف بعد ان أنهكتها العمليات والوقوف لساعات متواصلة دون راحة او طعام.
وفي كل يوم كان شرطي السيطرة يسمعها نفس الكلام وان عليها الاقتداء بالفتيات الملتزمات بلحجاب وينظر إليهن بفخر وينصح الطبيبة ان تكون مثلهن فحجابها ليس شرعي أبداً .
وبالتأكيد لم تناقش الطبيبة الشرطي ولم تشأ ان تدخل بحوار عقيم ، او تجادل في امر قد يسبب لها متاعب ، ولم تشأ ان تكشف ستر الفتيات فهن أيضاً ضحية ليس الا.
ضحكت وضحكت الطبيبة على تفاهة النظرة السطحية وان المجتمع الذكوري يقيس مدى الاتزام بكميه القماش.
الدين ليس مضهر وزي الدين معاملة وجوهر وعمل واخلاق .
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ.
أقصى طموحي انا واغلب النساء ان يتم النظر الى عقلي وعملي وافعالي ومبادئي قبل النظر الى ما ارتديه.
خلال عملي الوظيفي مرت علي مواقف واحداث ترسخ النظرة السطحية والظلم المجتمعي الذي تواجهه المراة مهما كان عمرها وظرفها الاجتماعي.
نظرة تنحصر (بقطعة قماش ) والحكم على المظهر والتغاضي عن المعدن والجوهر.
إليكم الحكاية :
في احدى الايام وأنا في مكتب احد مدراء الأقسام ( المتزمتين دينياً) كنت اسلم مذكرة تخص العمل فأذا به يبدأ خطبته العصماء دون انقطاع عن العفة والطهارة والاقتداء ببنات اهل البيت واهمية الحجاب والنقاب والجلباب وان المراة عورة ومطمع وفتنه وربما سلاح تدمير شامل وعليها ان تطهر نفسها وتغطي كل سنتمتر في جسدها كي لا يطمع بها الرجل المسكين الذي يكون مضطراً للانحدار الى الموبقات والمعاصي والانحلال بسبب بعض الشعرات التي تخرج ربما دون قصد من حجاب امرأة فهو لا يستطيع ان يتحكم بشهواته وهرموناته ، فكم انتِ شريرة ايتها المراة فأنتِ سبب الحروب والمجاعات والمذابح والمقابر الجماعية والتصحر والفساد والاحتباس الحراري والتلوث البيئي وثقب الأوزون وهيروشيما وناكزاكي وحتى تسونامي وربما خروج مصر من كاس العالم .
وبالصدفة دخلت الى الغرفة واقتطعت خطبته العصماء احدى الموظفات التي اعرفها جيد تمام المعرفة ، فرحب وهلل ووقف رافعاً يديه متضرعاً الى السماء ان يحفظها ويديم عليها طهارتها وعفتها وتمسكها بدينها وتعاليمه فهي ترتدي الحجاب والجلباب والنقاب وكل ما هو ( ستر ) وأخذ يشير اللي وينصحني بكل أبوية ان اضبط حجابي ومظهري وان اقتدي بها بالتزامها وتدينها .
ولكن هذه الموظفة هي اكثر الموظفات في الشركة تأخذ الرشوى وتغناب الناس وتعطل البريد وتبتز المواطنين ولا يسلم احد من لسانها ، فهل علي ان اقتدي بها وأنا ادرك معدنها.
خرجت من الغرفه دون ان انبس بكلمه لأني على يقين ان اي نقاش مع شخص كهذا سيكون حواراً عقيماً دون جدوى.
سردت ما حدث الى زميلة لي بالعمل لا ترتدي الحجاب فقالت لي انها تسمع الخطب العصماء كل يوم دون كلل او ملل وفي بعض الأحيان من اشخاص لا يفهون من الدين سوى " ان الرجال قوامون على النساء " وان للذكر مثل حظ الأنثيين ، ومثنى وثلاث ورباع " وكان الإسلام جاء ليشبع غريزه الرجل وينصره ويجعلها المتحكم في كل النساء دون استثناء .
لم يأخذو من البحر الواسع سوى قشر سمكه.
عدت الى المنزل واتصلت بابنه خالتي الطبيبة النسائية التي تحمل عدد من شهادات الدكتوراه والاختصاصات ما لا يكفي ان يوضع على حائط كبير
وبعد ان رويت لها ما حصل ضحكت وقالت لي دعيني أزيدك من الشعر بيتاً ، فهي تعمل في مستشفى للولاده فتضطر في بعض الايام الى البقاء لغايه الفجر ليصادف وقت خروجها من المستشفى باتجاه سيطرة المنطقة مع نفس موعد خروج الراقصات في الملهى الليلي المشبوه القريب من المستشفى وكانو يرتدون عند خروجهن حجاب وجلباب وفي بعض الأحيان نقاب يخفي كل ما تحته بينما ترتدي الطبيبة قميصاً عادياً وبنطلوناً واسعاً وحجاباً بسيطاً دون تكلف بعد ان أنهكتها العمليات والوقوف لساعات متواصلة دون راحة او طعام.
وفي كل يوم كان شرطي السيطرة يسمعها نفس الكلام وان عليها الاقتداء بالفتيات الملتزمات بلحجاب وينظر إليهن بفخر وينصح الطبيبة ان تكون مثلهن فحجابها ليس شرعي أبداً .
وبالتأكيد لم تناقش الطبيبة الشرطي ولم تشأ ان تدخل بحوار عقيم ، او تجادل في امر قد يسبب لها متاعب ، ولم تشأ ان تكشف ستر الفتيات فهن أيضاً ضحية ليس الا.
ضحكت وضحكت الطبيبة على تفاهة النظرة السطحية وان المجتمع الذكوري يقيس مدى الاتزام بكميه القماش.
الدين ليس مضهر وزي الدين معاملة وجوهر وعمل واخلاق .
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ.
أقصى طموحي انا واغلب النساء ان يتم النظر الى عقلي وعملي وافعالي ومبادئي قبل النظر الى ما ارتديه.
0 تعليقات
إرسال تعليق