سحر النصراوي

إذا أحسست بأن كل ما حولك يخذلك ...أحلامك تخذلك لأنها لا تطال سقف الإنجاز ...عملك يخذلك لأنه لا يلبي احتياجاتك ..عواطفك تخذلك لأنها تجعل منك كائنا مرنا وشفافا قابلا للاختراق .. مهاراتك تخذلك لأنها لا تحقق لك ما كنت تصبو إليه .. والقائمة أطول من أن تذكر لأنك ما إن تحس بالخذلان حتى يتسرب ذلك الإحساس تماما مثل الماء .. ماء عكر أسود .. سيلطخ في مخيلتك وذاكرتك حتى الصور الجميلة .

بيد أن الحقيقة ليست كذلك .. فأنت لم تعش هذا الخذلان طيلة حياتك . هذا الحد الذي نصب نفسه قالبا لكل ما كان لينعش مخيلتك سابقا .. هو وليد ظرف . الظرف أنت أوجدته لأنك و إن لم تستطع التحكم في الوقت .. فأنت تملك أن تغير المكان ما لم يستطع هذا الأفق أن يجلبه  يمكن أن يهبه لك أفق جديد سماء جديدة لم تتحكم المباني بعد في شكلها . رفقة جديدة مفعمة بالحياة  بعيدا عن الشكوى والتذمر الذي صار حلة المستائين . إبتعد قدر ما استطعت عن كل ما يعيق تقدمك .. التغيير هو الضامن الوحيد لتطور حياتك لأنك شخص يكره السائد يعتبر التعود  التعلق و العادات أسرا . .. سبق وأن كسرت كل تلك القيود و لم تخف..

ما الذي يخيفك اليوم ..

ثم ما هذه الرغبة الجديدة التي حلت بحياتك فأحالتها إلى موت بطيء  ..؟ عن أي استقرار تبحث و أنت تحمل هذه الروح المسافرة ..؟

عن أي سكينة تتحدث و أنت تملك قلب رحالة . ؟ وكيف تحولت إلى عبد لعاداتك .. ولمقتنياتك .. ؟ ألم تفهم بعد أن أجمل ما يمكن أن تستقر عليه ريح .. تحملك مع كل حلم إلى مدينة جديدة !!  لعلك اليوم تدرك أسباب شقاءك  بعض خذلانك ..لا شيء .. لا شيء خذلك.. مثلما خذلت نفسك حين أردت ترويضها فأطلق لها العنان  لتطوي كل أسباب الخذلان وتعيدك إلى الحياة من جديد . اكسر القضبان التي أسرت داخلها قلبك فقد كنت أكثر سعادة وسكينة حين كان يجمح بك من حلم إلى حلم .. أنت لست شخصا يناسبه التعود و لست روحا تأنس إلى أسرها ..

فك وثاق عزيمتك واحمل متاعك ..

 قلما.. ومهجة تنشد المغامرة بمرح طفل .