بقلم/ هويدا دويدار

إن الذي يحدث بالمجتمعات العربية من انتشار للعلمانية وفكرها أصبح أكثر توسعا بشكل مثير للقلق فالعديد من التصريحات المعلنه على الميديا وغيرها لهو أمر شديد الصفاقة وقد طال من قيامنا العربية وثوابتنا الدينية وقد أثر أثراً شديداً على الفكر العربي وبخاصة الشباب فقد أصبح لدينا معارك فكرية بين المؤيد والمعارض في أمور ليس هناك مجال للخلاف عليها وقد ذكرت في القران بنصوص صريحة لا تقبل التأويل أوالجدال فالفكر العلماني يدعي انه فكر متلون لا ثوابت له إلا بالواقع وبتغيراته وأنماطه المختلفةويروج هذا للشباب وبالتالي نجد أن شبابنا يختار دائما الطريق السهل فالفكر العلماني لا يوجد به جهاد النفس ويلبي كافة الرغبات حتى وان كانت شاذه فنجد فى مسألة الحجاب مثلاوجدنا فيها الكثير من الجدال فهل تلك المسألة تستحق  النقاش حولها ؟؟
فهي حقيقة ثابتة ومؤكده بحكم الشرع ليخرج علينا المعارض الذي يرى أن الحجاب  يخفي جمال المرأة ويسلب جزء من حريتها وترديد عبارات أن المرأة المتبرجه اقل إثما من المغتاب والنمام........ وهي عبارات يحلو للعلمانيين ترديدها ضمن العديد من العبارات التي تقلل من شان الحجاب و قدحشرالمحجبات في زاويه تضطرهن للدفاع عن انفسهن ضد تهم التخلف والرجعية فنجد ان تلك الحرب اللامتناهيه منذ بداية الدعوه الإسلاميه التي تدور بين العلمانيين وعلماء الدين الإسلامي والمروجين لكل هذا الفكر قد نجحوا بشكل ما في إحباط بعض علماء الدين والمدافعين عن الأصول الدينية والقوانين
 وقد ظهر الرويبضه وعلا صوتهم وهم مدعي الثقافة وسلامة الفكر ليطل علينا بعباراتهم الرنانة التي تخدم أهوائهم  الشخصية وترضي بعض النفوس المريضة فهم كالسوس الذي ينخر في الأعمدة الثابتة
فنحن جميعاً نتحمل كامل المسؤوليه اذا ضاعت منا القيم وخرج من تحت ايدينا أجيال لا تعرف شيئا عن  الدين الصحيح
 وقد ظهرت علينا مؤخراً أجيال ممسوخة  خاوية ضاعت منها الهوية
  فنحن في أمس الحاجه لفكر قويم وواعي متعمق في أصول الدين يستطيع المواجهة وادارة الحوار مع تلك الاجيال فنحن جميعاً نعلم انه جهد كبير للوصول الى مخاطبة تلك العقول والوصول الى مرحله الإقناع

 ففى انسحاب رجال الدين من الساحه متخذين  الطريق السهل لتجنب النقاش مع هؤلاء فهو قلة حيلة وضعف حجة فمن الواجب إظهار القوة وإظهار الحجة بالحجة  في الدين والحوار ويأتي هذا من خلال الدراسة المستفيضة  للإجابة عن التساؤلات التي تدور في عقول الكثير من الشباب وغيرهم من الكبار
ففي ظل هذا التضارب الفكري يضيع الشباب ويتوجهون الى ما يناسب الأفكار المستحدثةوأحيانا الميول المريضة بدافع الحريات   التي انتشرت مؤخرا وقد سهلت الكثير من الرذائل ولم تقيد السلوكيات بقواعد بما يضمن حسن سير العلاقات الانسانيه ويضمن الحقوق الشرعية فنحن جميعاً على قدر تلك المسؤولية ولا يمكن ان نرمي هذا الحِمل الكبير على الأزهر بمفرده فقد خَرج الأزهر العديد من العلماء ككوادر نثق فيها وفي فكرها السليم وإن كان الأزهر بعلمائه قادرين على نشر النور في الطريق المظلم فالازهر قدير على ذلك فنحن بحاجة الى علمائنا وشيوخنا الصفوة للتصدي لمدعي العلم والمنافقين الذين قد حللوا الحرام وكتموا كلمه الحق إرضاءً للفكر العام العلماني ومسايرة الموجة كما يقال وقد قال الله تعالى في ذلك (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن إتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) صدق الله العظيم
فنحن نعيش هذه المرحله في تضارب خطيرة وقد ظهرت فيها العديد من الوجوه المنافقة قد كانت المفاجاه لنا جميعا انهم كانوا من أهل ثقة
ففي إعراض علمائنا الأفاضل عن المناقشة بأي حجه غير مقبول لأنه يعد تنازل عن دورهم الريادى والتنويرى فنحن جميعاً على دراية تامة أن فقهاءنا أحيانا ما يتعرضون للإهانات والتنمر لان منهم من لن ولم يتخلى عن الطريق القويم والفكر الصحيح ولكنهم لم يتعرضوا لما تعرض له رسولنا الكريم فالشدائد والصعوبات تحملها الرسل حتى تنتشر دعواهم بين البشر وحتى يضعوا منهجا صحيحاً تهتدى  عليه البشرية فلن يكون علماء الدين أقل حظا فلهم نصيب كبير من الشدائد والصعوبات فكل منهم يؤجر على عدم التخاذل والخنوع فهو منهج رسولنا الكريم حتى لا نترك فرصه للفكر المهود الذي يسعى سعياً مستميتاً للقضاء على الدين الاسلامي ومحاربته بشتى الطرق
فإنه لفخر لنا أن يكون أعداء الدين يتمتعون بقدر كبير من الغباء فهم دائماما يساعدون على إثبات حقائقه