بلقيس خيري شاكر البرزنجي
الترجمة من الكوردية ابراهيم زراري
هناك العديد من الأسئلة، والإجابات المختلفة، ولكن بعضها أهم من البعض الآخر. ومنها هذاالسؤال:
هل كان زردشت من كوردستان ای شمال غرب ایران او من شرقها؟
اصبح هذا السؤال موضوع جدال وحواري من وجهة نظري الجواب ليس في التقیيمات اللغویە (لان الاڤیستا الحالییة تم إعادة کتابته فی القرن العاشر المیلادی فی منطقة خراسان ای انە مکتوب بلهجة اڤیستائیة شرقیة)،بل في مخلفات المورخین والنصوص الزرادشتیە المتبقیة، وبهذا نستطیع ان نربط العمل المكتوب بسياق التغيير الاجتماعي والسياسي.
يعرف المؤرخون أن "الزرادشتية" كانت الديانة الرسمية للدولة "الساساسنية" لمدة 400 سنة. وكانت هي الدولة الزرادشتية الوحيدة التي لها نتاجات دينية زردشتية مکتوبة و متداولة عند اهل الدیانة و فی الصرح الاکادیمیة حتى يومنا هذا.
هذا الإرث المکتوب یخبرنا بوضوح بان "زرادشت" ولد فی شمال غرب ایران الحالیە ای شرق کوردستان،بالقرب من بحیرة "أورمیة" .يعني أن النصوص الساسانییة المکتوبة بیدعلماءالديانة الزرادشتية انفسهم تشیر بوضوح الی مکان میلادە. و بلاشك اذا اضفنا الی الکم الهائل من المخطوطات الساسانیة کتابات المورخین و الفلاسفة الیونانین من القرن الخامس قبل المیلاد و ننتقل بعدها الی کتابات المورخین الأرمن و الرومان و من ثم مورخین الفترە الاسلامییە و حتی کتابات المستشرقین و المورخین الاوروپیین فی القرن الثامن عشرالميلادي , نراها تتفق جمیعا علی ان زرادشت ولد فی بلاد المیدیین فی شمال غرب ایران ـشرق كردستان.
نشرالمستشرق البريطاني (توماس هايد) في سنة 1771 م مقالاعن الزرادشتية .هذاالمقال،حث اللغوی الفرنسي "أنكتيل دوبورون" ان یعیش و یسکن بین الطائفة الزرادشتیة فی الهند للتعرف علی دیانتهم، و بعد ٤ سنوات اصدر الترجمة الأولى لـکتاب ال "أفستا" تحت اسم (زاند-أفيستا)باللغة الفرنسية. في كتابه يقول: "زرادشت" ولد بالقرب من بحيرة (اورمیة ) و هذه المعلومة ليست من الكورد. لكنه قول رجل فرنسي جلب المعلومة من (الزرادشتیین فی الهند).کتاب انکتیل دوپورون 1886 كانت بداية جدیدة لل "الزرادشتية " في أوروبا.
من هنا نتوقف قلیلا عن سردنا ونلتفت إلى تاریخ الدولة الالمانیة الحدیثة. ألمانيا بدأت لها ملامح أمة ``بعد بسمارك ''وفي ذلك العصر ,كغيرها من الدول الاوربية ،بدأت،تبحث عن هوية تاريخية،لكونها بحاجة إلى تاريخ راقی , تستطیع ان تساير بە تاريخ القوى العظمى انذاك فرنسا وبريطانيا, و لانهم لم يتمكنوا ضمن اِطار التاریخ الاوروپی ان ینتجوا تاریخا یعادل طموحاتهم وجە المؤرخون الالمان جهودهم الی حدود یتجاوز حدود القارة الاوروپیة. بعد انتاج دوبيرون لترجمتە و انتشارها وجدوا دين صغيرا ونبي بدون راعي , ربطوا أنفسهم بها. كان هذا فی فترة ازدهار النظریات العنصریة،ووجد الألمان فی کتاب الافستا کلمة الشعب الاری، فتبنوا الاریة والصقوها بعنصريتهم وعرفوامعناها بـ (النجيب والاصيل).
هؤلاءالمؤرخون الذين توجهواهذه الوجهة ،لم يكونوا بحاجة الى زردشت له صلة تاريخية بغرب ایران و ( ميسوبوتاميا) بلاد مابين النهرين ،لكنهم أرادوا زرادشتاً قريباً عليهم. زرادشتاً يكون جزءا من الامة الارية فربطوا أصل الاریین بهجرة كبيرة هجرة تنطلق من أوروبا. يمربعض البيض وذوات الشعر الاصفر عبر روسيا ثم ينقسمون إلى قسمين أحدهما يصنع الاصل الهندي والآخر الاصل (الإيراني) وکلاهما ینحدران بطبیعة الحال من (ألمانيا).
کما معروف،انصب الاهتمام الدولة النازییة الالمانیة على هذه النظرية وأصبحت جزءًامهمًا من دعاية النازيين والفاشيين التی وصلت و اثرت فی مجتمعات شرقیة عدیدة و منها الایرانیة. و من الموسف ان في تلك الحقبةحاولت الحرکة النازییة اظهار زرادشت کنبی الامة الاریة و العنصر الراقی.أولئك الذين يعرفون تاريخ الألمان النازية يعرفون هذه الحقيقة،أن ألمانياعرّفت "زرادشت" كنبي النازيين / الاريين.
كانت ألمانيا منذالقرن 18 ترید اخراج الهند من قبضة بریطانیا، لذلك أصبحت نظریة العِرق الاری و ربط الهند عِرقیا و تاریخیا بلعالم الاری متطلب أستراتيجي.وفي ظل هذه الظروف السياسية والتاريخية نری مجموعة من المؤرخين الالمان و الاوروپیین یبدأون بنقل الموطن الزرادشتی من شمال غرب ایران الی شرق ایران و افعانستان حیث الطریق الی الهند.
إن نظرية العنصرية و العِرق الراقی التي كانت مصدرها ألمانيا،جذبت بشدة أنظار الطبقة الوسطى فی عدد من الدول الشرقییة الناشئة و من بینها ایران.کانت الطبقة المتوسطة فی المدن الفارسیة و الحاملة للافکار القومییة فی ایران فی صراع مع التراث الاسلامی والعربی المُهیمن علی المجتمع الفارسی و یعمل جاهدا علی کتابة تاریخا فارسییا لایران الحدیثة و هنا یظهر نقطة اللقاء و التناغم الایرانی والالمانی الذین یرون فی البودقة الارییة مصدرآ وافیآ لکتابة تاریخ جدید. و هذە کانت من الدوافع الرئیسیة لاطلاق اسم ایران الذی یعنی بلد الاریین لأول مرة فی التاریخ سنة 1935 علی الدولة الجدیدة و بطبیعة الحال اصبح نقل موطن زرادشت من المناطق الناطقة باللغة الکوردیة الی المناطق الناطقة بااللغة الفارسیة ضرورة استراتیجیة لکتاب تاریخ ایران الفارسیة .
ملحوظة:
تم نشر كتابات "المرشد "اندازحويزی" المحترم في (الحوزة الدينية الزردشتية ) سنة 2011، ولان المجتمع العربي بحاجة الى هذه المعلومات ,تمت ترجمتها الى العربية وبعد استحصال موافقة الاسروان انداز حويزي الخطية .
المصدر /أسروان / أندازحويزي
مرشد الحوزة الدينية الروحانية الزردشتية
الترجمة من الكوردية ابراهيم زراري
هناك العديد من الأسئلة، والإجابات المختلفة، ولكن بعضها أهم من البعض الآخر. ومنها هذاالسؤال:
هل كان زردشت من كوردستان ای شمال غرب ایران او من شرقها؟
اصبح هذا السؤال موضوع جدال وحواري من وجهة نظري الجواب ليس في التقیيمات اللغویە (لان الاڤیستا الحالییة تم إعادة کتابته فی القرن العاشر المیلادی فی منطقة خراسان ای انە مکتوب بلهجة اڤیستائیة شرقیة)،بل في مخلفات المورخین والنصوص الزرادشتیە المتبقیة، وبهذا نستطیع ان نربط العمل المكتوب بسياق التغيير الاجتماعي والسياسي.
يعرف المؤرخون أن "الزرادشتية" كانت الديانة الرسمية للدولة "الساساسنية" لمدة 400 سنة. وكانت هي الدولة الزرادشتية الوحيدة التي لها نتاجات دينية زردشتية مکتوبة و متداولة عند اهل الدیانة و فی الصرح الاکادیمیة حتى يومنا هذا.
هذا الإرث المکتوب یخبرنا بوضوح بان "زرادشت" ولد فی شمال غرب ایران الحالیە ای شرق کوردستان،بالقرب من بحیرة "أورمیة" .يعني أن النصوص الساسانییة المکتوبة بیدعلماءالديانة الزرادشتية انفسهم تشیر بوضوح الی مکان میلادە. و بلاشك اذا اضفنا الی الکم الهائل من المخطوطات الساسانیة کتابات المورخین و الفلاسفة الیونانین من القرن الخامس قبل المیلاد و ننتقل بعدها الی کتابات المورخین الأرمن و الرومان و من ثم مورخین الفترە الاسلامییە و حتی کتابات المستشرقین و المورخین الاوروپیین فی القرن الثامن عشرالميلادي , نراها تتفق جمیعا علی ان زرادشت ولد فی بلاد المیدیین فی شمال غرب ایران ـشرق كردستان.
نشرالمستشرق البريطاني (توماس هايد) في سنة 1771 م مقالاعن الزرادشتية .هذاالمقال،حث اللغوی الفرنسي "أنكتيل دوبورون" ان یعیش و یسکن بین الطائفة الزرادشتیة فی الهند للتعرف علی دیانتهم، و بعد ٤ سنوات اصدر الترجمة الأولى لـکتاب ال "أفستا" تحت اسم (زاند-أفيستا)باللغة الفرنسية. في كتابه يقول: "زرادشت" ولد بالقرب من بحيرة (اورمیة ) و هذه المعلومة ليست من الكورد. لكنه قول رجل فرنسي جلب المعلومة من (الزرادشتیین فی الهند).کتاب انکتیل دوپورون 1886 كانت بداية جدیدة لل "الزرادشتية " في أوروبا.
من هنا نتوقف قلیلا عن سردنا ونلتفت إلى تاریخ الدولة الالمانیة الحدیثة. ألمانيا بدأت لها ملامح أمة ``بعد بسمارك ''وفي ذلك العصر ,كغيرها من الدول الاوربية ،بدأت،تبحث عن هوية تاريخية،لكونها بحاجة إلى تاريخ راقی , تستطیع ان تساير بە تاريخ القوى العظمى انذاك فرنسا وبريطانيا, و لانهم لم يتمكنوا ضمن اِطار التاریخ الاوروپی ان ینتجوا تاریخا یعادل طموحاتهم وجە المؤرخون الالمان جهودهم الی حدود یتجاوز حدود القارة الاوروپیة. بعد انتاج دوبيرون لترجمتە و انتشارها وجدوا دين صغيرا ونبي بدون راعي , ربطوا أنفسهم بها. كان هذا فی فترة ازدهار النظریات العنصریة،ووجد الألمان فی کتاب الافستا کلمة الشعب الاری، فتبنوا الاریة والصقوها بعنصريتهم وعرفوامعناها بـ (النجيب والاصيل).
هؤلاءالمؤرخون الذين توجهواهذه الوجهة ،لم يكونوا بحاجة الى زردشت له صلة تاريخية بغرب ایران و ( ميسوبوتاميا) بلاد مابين النهرين ،لكنهم أرادوا زرادشتاً قريباً عليهم. زرادشتاً يكون جزءا من الامة الارية فربطوا أصل الاریین بهجرة كبيرة هجرة تنطلق من أوروبا. يمربعض البيض وذوات الشعر الاصفر عبر روسيا ثم ينقسمون إلى قسمين أحدهما يصنع الاصل الهندي والآخر الاصل (الإيراني) وکلاهما ینحدران بطبیعة الحال من (ألمانيا).
کما معروف،انصب الاهتمام الدولة النازییة الالمانیة على هذه النظرية وأصبحت جزءًامهمًا من دعاية النازيين والفاشيين التی وصلت و اثرت فی مجتمعات شرقیة عدیدة و منها الایرانیة. و من الموسف ان في تلك الحقبةحاولت الحرکة النازییة اظهار زرادشت کنبی الامة الاریة و العنصر الراقی.أولئك الذين يعرفون تاريخ الألمان النازية يعرفون هذه الحقيقة،أن ألمانياعرّفت "زرادشت" كنبي النازيين / الاريين.
كانت ألمانيا منذالقرن 18 ترید اخراج الهند من قبضة بریطانیا، لذلك أصبحت نظریة العِرق الاری و ربط الهند عِرقیا و تاریخیا بلعالم الاری متطلب أستراتيجي.وفي ظل هذه الظروف السياسية والتاريخية نری مجموعة من المؤرخين الالمان و الاوروپیین یبدأون بنقل الموطن الزرادشتی من شمال غرب ایران الی شرق ایران و افعانستان حیث الطریق الی الهند.
إن نظرية العنصرية و العِرق الراقی التي كانت مصدرها ألمانيا،جذبت بشدة أنظار الطبقة الوسطى فی عدد من الدول الشرقییة الناشئة و من بینها ایران.کانت الطبقة المتوسطة فی المدن الفارسیة و الحاملة للافکار القومییة فی ایران فی صراع مع التراث الاسلامی والعربی المُهیمن علی المجتمع الفارسی و یعمل جاهدا علی کتابة تاریخا فارسییا لایران الحدیثة و هنا یظهر نقطة اللقاء و التناغم الایرانی والالمانی الذین یرون فی البودقة الارییة مصدرآ وافیآ لکتابة تاریخ جدید. و هذە کانت من الدوافع الرئیسیة لاطلاق اسم ایران الذی یعنی بلد الاریین لأول مرة فی التاریخ سنة 1935 علی الدولة الجدیدة و بطبیعة الحال اصبح نقل موطن زرادشت من المناطق الناطقة باللغة الکوردیة الی المناطق الناطقة بااللغة الفارسیة ضرورة استراتیجیة لکتاب تاریخ ایران الفارسیة .
ملحوظة:
تم نشر كتابات "المرشد "اندازحويزی" المحترم في (الحوزة الدينية الزردشتية ) سنة 2011، ولان المجتمع العربي بحاجة الى هذه المعلومات ,تمت ترجمتها الى العربية وبعد استحصال موافقة الاسروان انداز حويزي الخطية .
المصدر /أسروان / أندازحويزي
مرشد الحوزة الدينية الروحانية الزردشتية
0 تعليقات
إرسال تعليق