سعد الاوسي
في مكالمة هاتفية طويلة حدثني ضابط عراقي بطل من رجال الجيش العراقي غاضباً ومعاتباً وحزيناً يملأ كلماته الأسى والمرارة،
قال في بدء حديثه بأدب الكبار الذي يليق به وبتاريخه الملئ بالمفاخر: نحن اديّنا واجبنا وقدّمنا شهادات محبتنا للعراق ممهورة بالدم، ولكنكم خذلتمونا و فرّطتم بدمائنا وكسرتم هيبتنا و زهونا ؟
قلت باستغراب و استنكار : نحن خذلناكم ؟
وفرّطنا بتضحياتكم ؟
كيف يكون ذلك ونحن ملأنا الفضائيات والصحف فخرا ببطولاتكم وملأنا اسماع العالم بالحديث عن انتصاراتكم ومعارككم المجيدة ووسمنا اسماءكم في ضمائر الاجيال الحاضرة والقادمة.
قال : فعلتم، نشهد انكم فعلتم، لكنكم بعد ذلك نكصتم وصمتم حين رأيتم السياسيين يبيعون شرف دمائنا لاعدائنا واعداء الوطن، وما تزالون تتفرجون على خيانتهم عهد الدم والضمير...!
قلت : لم نصمت عن باطل او خيانة ابدا منذ ان حملنا اقلامنا و نذرنا ارواحنا في سبيل الوطن والناس وشرف الكلمة. وهاهي ذي صحفنا وقنواتنا ترصد وتنقد بعين رقيبة عتيدة كل ما يرتكبه السياسيون، بل نكاد نحصي عليهم انفاس فسادهم و وسوسات شياطينهم الملعونة.
قال: تتحدثون عن السرقات والعمولات والرشى، وذلك بعض الحساب وليس كلّه، او ربما يكون على فداحته و وضاعته ادنى مراحل خيانتهم للامانات او أول عتبة في سلّم الهاوية التي يغطون في اوحالها. لكنكم اغفلتم خيانتهم العظمى خيانة الدم والتراب والشرف التي ارتكبوها ومايزالون بضمائر ميتة.
قلت بفضول وربما بخبث: وهل هنالك خيانة اكثر واكبر من سرقة اموال العراقيين و قوت الفقراء واليتامى والمساكين ؟!
قال بغضب : نعم هنالك اكثر و اكثر من المال بكثير.
خيانة الوطن بالوقوف مع اعدائه
خيانة الدم بالتغاضي عن سافكيه
خيانة الشهداء الذين يتقلبون في قبورهم وهم يرون ايديكم بايدي قاتليهم
-: ايدينا !!
-: نعم ايديكم انتم ايضاً لانكم ترون مايفعله السياسيون و تصمتون.
اليست دماء الشهداء و دموع امهاتهم ولوعة اطفالهم حرمات يجب ان تحترم وترعى و تكون بعضاً من اقداس الوطن ؟
قلت وانا بين اللوعة والحياء من حرج ما وضعني به هذا الرجل:
-وهل نملك الا ان نقف لهم اجلالاً واحتراماً وعرفانا
قال وقد ارتفع صوت غضبه:
-تقفون لهم احتراما وانتم تقفون الى جانب قاتليهم وتضعون ايديكم بايديهم امام الفضائيات ؟؟؟
اليس خميس الخنجر حليفكم هذا هو ذاته الذي رفع شعار قادمون يابغداد، وكان يسمي الارهابيين الدواعش القتلة بثوار العشائر ؟!
الم يكن ممول الارهاب الاول حسب تصنيف الخزانة الامريكية ؟!
فكيف نراه واقفاً في الصف الاول من السياسيين وانتم تعلنون التشكيل الحكومي الجديد ؟!
وما الرسالة التي يريدوننا ان نفهمها من ذلك ؟
هل ينفع ان يتحالف القاتل والقتيل يا رجل ؟!
اشهد الله انني وبعض اخوتي من الضباط الابطال الذي قاتلنا الدواعش وفقدنا اصدقاءً واخوةً اعزّة أحبةً في ساحات المعارك، اخرستنا الخيبة والمرارة ونحن نرى ذلك المشهد المشين .
العار الذي كان يجب ان يشعر به الواقفون الى جانبه مبتسمين متحالفين متآزرين،
انه صفعهم في تلك الوقفة على اقفيتهم الغليظة وانه والدواعش انتصروا علينا حقّاً في سوح السياسة بعد ان كنا هزمناهم في سوح المعارك شرّ هزيمة.
يا حيف
يا حيف عليهم رجال بل اشباه رجال
خميس الخنجر قال وفعل وانتم قلتم وخبتم
قال قادمون يابغداد
وبالفعل جاء الى بغداد ووقف في الصفوف الاولى واخذ حصته رغما على انوفكم و شواربكم
لا يقولن المتفلسفون منكم انها الاستحقاقات النيابية الدستورية التي لابد ان تكون،
نكفر بالدستور والاستحقاقات السياسية كلها ان كان ثمنها دماءً زكيةً وارواحا غالية تذهب هباءً منثورا.
استحقاق الدم اعظم واقدس واهم واوجب من كل الاستحقاقات الاخرى
ودم الشهيد هو اليقين الوحيد في ميزان الحق وكل ما سواه باطل وقبض ريح
اية استحقاقات واي برلمان و اي دستور وارواح الذين قتلهم هذا المجرم ماتزال تدور ملتاعة مقهورةً محسورة لانها قُدّمت قربانا مهدورا لحلف القتلة واللصوص !!!
خميس الخنجر حليفكم الصلف هذا لم يكتف بانه داس على قلوب العراقيين و مرّغ انوف السياسيين حين جاء الى بغداد ووطأ ترابها الطاهر ، بل صارت له حصّة في كعكة الوزارات والمناصب والتعيينات، فصار يعيّن رفاق (جهاده ضدنا) من عتاة الدواعش في ارفع المناصب الحكومية والامنية !!!
والما يعجبه خلي يطگ راسه بالحايط
اخي سعد
لا اطلب منك شيئاً سوى ان تنشر اعتذاري ومواساتي الشخصية لابناء وامهات وزوجات الشهداء بعد ان يعيّن خميس الخنجر نائباً لرئيس الجمهورية كما تتحدث التسريبات السياسية هذه الايام.
يا حيف اي والله ياحيف
شوكت تهتز الشوارب
اخي الاوسي
ابلغ جماعتك السياسيين ان رجال الجيش العراقي الذين انكر الخنجر وجودهم يوم قال مستهزئاً بهم : ليس هنالك شئ اسمه الجيش العراقي، يقولون لكم ان حليفكم وشريككم هذا لا امان ولا عهد ولا وعد له، وانه يتربص ويراوغ كي ينغرز في ظهر الوطن مرةً اخرى، وانه ليس وحده الذي خان شعبه بل انتم جميعاً خائنون !!!
ليتني لم اتصل بك واخوض معك في هذا الحديث المر
اودعناكم ونسأل الله ان يهديكم الى طريق السلامة والصواب
اقفل الخط وتركني في حيرة و ذهول
هل اكتب لكم ماحدث ام اصمت واحترم نفسي
قررت ان اصمت احسن
ملاحظة/ محدثي هذا كان احد وزراء الدفاع بعد 2003..... !!!
0 تعليقات
إرسال تعليق