عمار محمد اغضيب
في سالفِ عصرٍ وزمان
رجلٌ من أنسالِ الرحمةِ
شاقَ على قلبٍ يملكه
أن يغدو ولدٌ من صلبه
في قبضةِ بردٍ لا يرحم
قال بني ..
هاكَ الثوبَ
البَسهُ فأنتَ الربحان
ثوبٌ إستورِثهُ عني..
يزدان بأزهى الألوان
هيا البسهُ
وامشِ مرحاً
لتزيْْن عيوناً متعبةً
كانت تصبوا منذ قديمٍ
لتراكَ عزيزاً في قومك
كي تسعدَ دوماً في يومك
تمشي بهياً ..
ببلاطِ قصرِ السلطان
لبسَ الولدُ الثوبَ جليَّا
في غمرةِ عقلٍ حيران
ثوبٌ فضفاضٌ وكبيرٌ
تتعثرُ أقدامٌ تاهتْ
بفضاءِ الوِسعِ المِلّآن
ظنُ الولدُ أباه بخيلاً
ألبسهُ ثوباً موروثاً
من آباءٍ ناموا جميعاً
في غابرِ أيامِ الشمس
كبُرَ الولدُ
صار فتياً
فكأن الثوبَ غريبٌ
عما آلَ إليه الآن
ذهبَ الوِسعُ
بانَ الثوبُ
كي يبدو انيقاً وجميلاً
( كم كنتَ كريماً يا أبتي ) ...
أخذَ يرددها مزهواً
فتمطى خطواتٍ ترنوا
لسباقٍ وقتهُ قد حانْ .
0 تعليقات
إرسال تعليق