تشهــير

 

عدي سمير الحساني

يتعرض البعض لمواقف معينة منها بالصدفة ومنها قد تكون نتيجة إصرار المرء على القيام بذلك العمل وبالحالتين يحدث فعل غير مقبول داخل المجتمع وليس مألوفاً وقد ينتج عن ذلك اشتراك اخرين بهذا الفعل سواءً بشكل مقصود او بغير مقصود ويكون جبراً.

من هذه المقدمة البسبطة فأننا نسعى للبحث في موضوع بغاية الأهمية وهو التشهير بهذه المواقف وبشخوصها، فقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديوية وصور يتم التقاطها اثناء حدوث هذه الأفعال والمواقف ويتم تداولها بمادة إعلامية للسخرية والسب والشتم والانتقاص من الاخرين، هذا من جانب.

مسار دائري

اما من جانب اخر فالبعض يتخذ من بعض الاخبار عن حالة تحرش جنسي او وقوع فعل شاذ او فاضح ليجعله مادة دسمة يجعلها تلف وتدور في هذه المواقع مع فضح أصحاب هذه المواقف سواءً كان رجل او امرأة ودون أي تقيد؟!.

وهنا موضوع البحث فالنتصور ان هذه المقاطع والصور اخذت مسارها الدائري ذهاباً لتصل الى عائلتك وحيثُ ان كل افراد العائلة اليوم اصبح لديهم هواتف نقالة ذكية فما هو موقفك وانت تساهم في عرض الخلاعة والفسوق والفجور والاجسام العارية والكلام البذئ على طبق جاهز لهم؟!

كذلك واثناء الدورة التشهيرية عبر هذه المواقع والتي ستصل الى اقصى الأرض ذهاباً واياباً حول العالم العربي والغربي لتصبح انت بطلاً عالمياً ومرشحاً بدون مُنافس للحصول على جائزة الاوسكار بتشهير أبناء بلدك وتجعلهم عرضةً للسخرية تاركاً اسوء انطباع لدى الاخرين عن نفسك ومن تمثل.

اذاً ماذنب المجتمع بذلك؟ حتماً ان نزوات وتهور بعض من تتلمذ على ثقافة الأفلام اللااخلاقية وتثقف بثقافة اللاعيب في بيوت لم يطرق أبوابها الخجل وانعدمت لديهم الرقابة الابوية وسادت حالة التفكك الاُسري ليصبح الأب بوادي والأم بوادي اخر وتركوا تربية الأبناء لشاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي واصبحوا بعيدين كل البعد عن ثقافة المجتمع ليُمسي ليله سهراناً ويسبتُ في نهاره ويعيش اسوء مرحلة في حياته واخطرها ليصبح أداة عاطلة وفاشلة وعالة على المجتمع.

للأسف هذا حال بعض المراهقين والشباب والذين تتزاحم الكلمات السيئة والسب والشتم في افواههم بعلم اهاليهم والذين يعتبرون ذلك جزء من الثقافة الحديثة في منظورهم متناسين ومبتعدين عن ثقافة المجتمع الدينية والتقاليد والأعراف التي تربى عليها الاسلاف في مجتمع عندما يرى عيوب الاخرين يسترها؛ والعيش كعائلة واحدة يشارك جاره بأحزانه وافراحه ومناسباته دون منة او فضل.

لنقف قليلاً ونتأمل في ذلك وهل اصبحنا في ثقافة الغابة مع هؤلاء والذين لو بحثت في أوضاعهم لرأيت العجب العجاب فماذا لو اصبح المجتمع مرآة عاكسة لهم فهل سيستمرون؟ حتماً سيقتلهم وينهيهم الخجل الغائب عنهم.

لذلك اصبح من اللازم علينا كمجتمع تربى على اخلاق الإسلام فأن الله ستار ويحب الستارين، فأجعل هذه الصور والمقاطع تقف عندك واطمرها في سلة محذوفاتك من اجل مجتمع آمن فكرياً وثقافياً تسوده المحبة والوئام .

 استاذ مساعد 

عميد كلية الشرطة